تُقاس الثروة الحقيقية للدول برأسمالها البشري. لذلك، فإن الاستثمار في رأس المال البشري هو أكثر أنواع الاستثمار فعالية، ليس فقط بسبب عائده الاقتصادي والاجتماعي المرتفع، ولكن أيضًا لاستدامته على الزمن الطويل.
وقد اتفق العديد من العلماء والخبراء على أن الاستثمار في الانسان والتنمية البشرية من خلال التعليم والمعرفة هما أهم ركائز التنمية المستدامة، وقد تأكد هذا منذ بداية الألفية الجديدة أن الدول التي انطلقت من كونها دولًا نامية إلى مستوي دول متقدمة، ما كان لها أن تتقدم ما لم تركز على بناء الإنسان والقدرات البشرية من خلال التعليم واكتساب المعرفة.
لذلك سنتناول في هذه الدراسة في مبحث أول أهمية الاستثمار في رأس المال البشري في تحقيق التنمية المستدامة من خلال دراسة الإطار النظري لمفهومي رأس المال البشري، والاستثمار في رأس المال البشري.
ثم نتناول في مبحث ثاني خصائص رأس المال البشري، ونتناول في المطلب الأول أوجه الاختلاف بين رأس المال البشري ورأس المال المادي، وفي المطلب الثاني سيكون إلقاء الضوء على أوجه التكامل بين رأس المال البشري ورأس المال المادي، وفي المطلب الثالث نستعرض مكونات وأبعاد رأس المال البشري.
ونستعرض في المبحث الثالث أهمية التعليم والتعلم من خلال العمل في تكوين رأس المال البشري، ونلقي الضوء على مصدرين هامين هما التعليم في مطلب أول، والتعليم والتعلم من خلال العمل في مطلب ثان.