يرمي هذا البحث إلى دراسة اثر التقدير في بنية أسلوب النداء، ودوره في تحويله من نمط الفعالي إلى نمط خيري، إذ الى تقدير النحاة للفعل الناصب في جملته إلى تحويل هذا الأسلوب عن طبيعته وإخراجه من القصد الإنشائي الذي وجد الأجله إلى لفظ الخبر، إذ يصبح مقصود النحاة من هذا التقدير هو تسويغ حركة النصب في بعض الأداءات كالمنادي المضافة والذكرة غير المقصودة، زيادة على إقامة عنصري الإسناد.
 
وهذا التقدير في بنية مثل هذه المركبات غير الإسنادية، لا يتحقق في عملية التواصل التي تهدف إليها اللغة، ولا يحقق غايتها، وإنما هو جانب من جوانب عملية التفكير النحوي الذي سيطرت نظرية العامل على معظم تفسيراته، وهذا يجعل من باب المنادى في النحو العربي خاضعاً لمستوى التحليل اللغوي في كثير من جزئياته ويبعده عن مستوى التركيب اللغوي.