مع انتشار الحروب والنزاعات المسلحة، تعرضت البيئة لصور شتى من التلوث والخراب والدمار، الأمر الذي أدي إلى فقدان البيئة لتوازنها، ولقد جاء ذلك، على الأخص، نتيجة استخدام لأسلحة على كافة أنواعها لا سيما أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة الكيميائية أو الجرثومية. وفي ظل تزايد الآثار السلبية على البيئة والتي امتدت آثارها عبر الحدود، ولم تعد قاصرة على منطقة بعينها، بزغ فرع جديد من فروع القانون الدولي العام، وهو القانون الدولي لحماية البيئة، ومع تزايد الحروب والنزاعات المسلحة على اختلاف أنواعها، وما ألحقته هذه الحروب وتلك النزاعات من تأثيرات ضارة على البيئة، بزغ فرع جديد أيضًا هو القانون الدولي الإنساني، والذي تمثل فيه البيئة أحد أهم أهدافه.
وقد تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في حدوث موجات مد عاتية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي والجغرافيا السياسية والأمن الغذائي. بسبب الحالة الإنسانية الملحة، تم التغاضي عن الآثار على البيئة. ومع ذلك، بسبب القتال العنيف، ستكون الآثار مأساوية وستؤدي إلى كارثة بيئية، حيث تؤثر الحرب بالفعل على مناطق خارج أوكرانيا. على الرغم من قلة الاهتمام، فغالبًا ما تتسبب هذه الأضرار البيئية في وفيات على المدى الطويل أكثر من الحرب نفسها، كما أن التأثيرات المناخية والبيئية لأي صراع هي التي تتلقى تغطية إعلامية أقل. وفي ظل هذه الحرب، وما تتعرض له البيئة من انتهاكات جسيمة، يبرز دور المسؤولية الدولية عن الأضرار البيئية.