التربية القرآنية ودورها في بناء النفس الإنسانية "منهجية تطبيقية لتربية النشء"
هالة أبو بكر عثمان سيف
قسم البلاغة والنقد، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، جامعة الأزهر، جمهورية مصر العربية.
البريد الإلكتروني: halaabobakr00@gmail.com
 
ملخص البحث:
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على التربية القرآنية ودورها في بناء النفس الإنسانية من خلال منهجية "ترجمان" التي تعنى بتربية النشء وغرس القيم الإيمانية في نفوسهم والأخذ بأيديهم نحو التميز في النواحي الحياتية وبناء الوعي الرشيد، وقد بنيت هذه المنهجية على أساسين واضحين متأسية بالمنهج القرآني والسنة النبوية المطهرة. حيث إن الأساس الأول لهذه المنهجية هو قول الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }  ﱠ [آل عمران: 164[  مما هو واضح جلي في الآية الكريمة أن الله تبارك وتعالى قد قدم (التزكية) على تحصيل العلم والحكمة، ومما لا شك فيه أن لكل أهميته وقيمته، إلا أن التزكية هي الأولى والأتم، لذلك نعتني في تطبيق منهجية ترجمان بالتزكية أولا ونأخذها بعين الاعتبار جنبا إلى جنب بشكل متواز مع تحصيل العلم النافع ومنهما  نصل إلى بناء وعي رشيد وأساس سليم. والأساس الثاني هو المنهج النبوي في التربية الإيمانية وعلى هذا قامت منهجية ترجمان متأسية بالمنهج القرآني والنبو ي تَرْبتُ على أكتاف أبناءنا وتأخذ بأيديهم نحو مستقبل أفضل وحياة ذاخرة بالإنجازات القيمة التي ترفع من شأن هذه الأمة وتحقق المأمول من نشر  الأخلاق الطيبة والوعي الرشيد. وقد توصلنا بأبنائنا من خلال هذه المنهجية إلى تحسن كبير ملموس في تحليهم بالأخلاق الفاضلة وعلو همتهم وتشكيل وعيهم الرشيد بوسطية وتوازن كما حثنا ديننا الحنيف، وذلك ما سنورد عليه نماذج واقعية  بتفصيل أكثر في وريقات بحثنا إن شاء الله تعالى.