جريمة التمييز العنصري بين الشريعة والقانون   نهى عماد فؤاد محمد مدرس القانون الجنائي بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة شعبة الشريعة والقانون البريد الالكتروني: nohaemad.2057@azhar.edu.eg   الملخص: على الرغم من التقدم العلمي والحضاري ووجود الأمم المتحدة واعترافها بحقوق الإنسان؛ إلا أن التمييز العنصري ما زال يُمارس من البلدان المتعددة حتى وقتنا الراهن، فالتمييز العنصري ليس جريمة ضد فرد، إنما هو جريمة تُرتكب في حق البشرية جميعها، فهو يمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، ولقد بات واضحًا أن التمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين هو اعتداء على الحقوق والحريات الأساسية وإنكار لكل القيم البشرية. على الجانب الآخر، تعد جريمة التمييز العنصري هي إحدى الجرائم الدولية الموجهة ضد الإنسانية، بل تكون لونا من ألوان استغلال ثروات الشعوب ونفيا لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الإهانة الصارخة للكرامة الإنسانية الأساسية، ولا يمكن أن نأمل في بناء مجتمع دولي قائم على التساوي بين البشر في الكرامة والقدر إلا من خلال الاهتمام والتضامن والعمل على القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.  ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة التعاون الجاد بين الدول لمكافحة التمييز العنصري وغيرها من الجرائم، بالإضافة إلى مبادرات الأمم المتحدة والتي تُجرّم الأفعال المكونة للجرائم الدولية وبصفة خاصة جريمة التمييز العنصري لما لها من تأثير بالغ السوء على النفس البشرية؛ وذلك عن طريق الاتفاقيات الدولية والإعلانات والمواثيق التي أبرمت لهذا الغرض.