أثر الانحرافات الأخلاقية في إفساد الحياة الاقتصادية (الرّشْوَة نموذجًا) "دراسة فقهية مقارنة "     نورة سيد أحمد مصطفى قسم الفقه المقارن - كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة- جامعة الأزهر. البريد الاكتروني: b.nora1976@gmail.com     ملخص البحث: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. وبعد يهدف البحث إلى بيان أن جريمة الرشوة من أكثر الآفات التي تصيب المجتمع، وتذهب بأخلاقه، وتمحق الرشوة كل بركة في ماله، فهي من أهم الانحرافات التي تشكل جريمة كبيرة يشترك فيها أطراف ثلاثة: الراشي والمرتشي والساعي بينهما، لهذا تشترك الأطراف الثلاثة لتشكل جرائم ثلاث في آن واحد، مما كان له آثاره السلبية على واقعنا الاجتماعي والأمني والاقتصادي. وتبرز أهمية هذا البحث في بيان أن آفة انتشار الرشوة من المشكلات التي تواجه الشعوب والأفراد، وهي مما عم بها البلوى، وكثر منها الشكوى، وهذه المشكلة لابد من وزنها بميزان الشريعة، ومعالجتها معالجة صحيحة. لذا كان من الواجب إبراز عظمة الفقه الإسلامي، باستخدام منهج المقارنة بين المذاهب، واستقراء أقوال الفقهاء، وبيان كيفية تعامله مع هذه الآفة والتغلب عليها، ومن ثم كانت فكرة هذا البحث "أثر الانحرافات الأخلاقية في إفساد الحياة الاقتصادية (الرَشْوَة نموذجًا)؛ لا سيما وأن البحوث الشرعية فيه قليلة لا تتناسب مع حجم الموضوع وخطورتها على تنمية الدول واقتصادها. وقد حاولت في بحثي هذا إيجاز أهم المسائل الفقهية التي أثارها الفقهاء المتقدمون والمتأخرون، ووضع التدابير الوقائية للحد من هذه الظاهرة المقيتة.