أخلاقيات الحرب في الإسلام
"دراسة فقهية مقارنة"
 
 
فاطمة عبدالله سعد شوقي
قسم الفقه المقارن، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، جامعة الأزهر، القاهرة، جمهورية مصر العربية.
البريد الإليكتروني: Fatmashawky.2057@azhar.edu.eg
 
ملخص البحث:
يهدف البحث إلى بيان العلاقة الوطيدة بين الأخلاق والحروب الإسلامية، والتي تحتاج إلى بيان خاصة في الوقت المعاصر، الذي نشاهد فيه من جرائم حرب الكيان الصهيوني التي ارتكبها -ولا يزال- في حق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة المحاصر والمعزول، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأن سياسة الإسلام في الحرب لا تنفصل عن الأخلاق فالحروب عند المسلمين، هي تلك الحروب التي لا تُلْغِي الشرف في الخصومة، أو العدل في المعاملة، أو الإنسانية في القتال.
فحين شرع الإسلام الحرب وأذن بها لم يتركها دون أن يضع لها قواعد وأحكامًا تضبط ممارساتها وتمنع الأنفس عن المبالغة في الشرور وتردها إلى الاعتدال، فلم تكن حروب المسلمين حروب تخريب كالحروب المعاصرة التي يحرص فيها المقاتلون من غير المسلمين على إبادة مظاهر الحياة لدى خصومهم، بل كان المسلمون يحرصون أشد الحرص على الحفاظ على العمران في كل مكان، حتى ولو كان ببلاد أعدائهم.
وقد اتبعت فيه المنهج الاستقرائي التحليلي المقارن في الفقه الاسلامي، مع ذكر آراء الفقهاء والرأي الراجح، وقسمته إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة
 ومن النتائج التي توصل إليها البحث: عدم اللجوء إلى الحروب إلا بعد استنفاذ جميع الطرق السلمية، وأن ماهية الحرب في الإسلام هي رد العدوان ورفع الظلم وحماية الحقوق، وعدم قتل النساء، والصبيان، والشيوخ، والرهبان، إلا إذا كانوا أصحاب رأي فيجوز في تلك الحالة، وعدم الغدر والتمثيل، والإفساد والتخريب.