حرمة النفس الإنسانية في الشرائع السماوية بين النظرية والتطبيق دراسة مقارنة  شهاب الدين أحمد حسن سيد غنيم. مدرس بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية، كلية أصول الدين، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر. البريد الإلكتروني: shehabeldeinghoneam.2011@azhar.edu.eg ملخص البحث: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد: فإن ما يشهده العالم -بصفة عامة- من حروب وتدمير وقتل واعتداء على النفس الإنسانية، وما تشهده أرض الأقصى المبارك -بصفة خاصة- من عدوان اليهود على الأبرياء والمدنيين وقتلهم بغير حق، يدعو إلى البحث في حرمة النفس الإنسانية، حيث تهدف الدراسة إلى بيان اتفاق الشرائع السماوية على حرمة الاعتداء على النفس البشرية، وفي ذلك يقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } [المائدة: 32]، كما نص العهد القديم على حرمة قتل النفس الإنسانية، فقد جاء ضمن الوصايا العشر: (لاَ تَقْتُلْ)، (الخروج 13:20)، و-أيضا-؛ فقد جاء في العهد الجديد، التأكيد على حرمة القتل، وذلك في قول المسيح عليه السلام: (قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ)،(متى 21:5). ومن هنا كانت المناهج العلمية المتبعة في هذه الدراسة هي: المنهج الاستقرائي، من خلال تتبع المصادر والمراجع التي تتصل بموضوع البحث والاستفادة بما فيها من قضايا متعلقة بموضوع الدراسة، وجمعها، وإعادة تركيبها تركيبا علمياً متناسقا، و-أيضا-:المنهج الوصفي التحليلي، من خلال وصف وتحليل قضايا البحث التي يتم عرضها. و-أيضا-:المنهج الموضوعي: وذلك بالبعد عن التهويل والتهوين والإفراط والتفريط في عرض القضايا والاقتصار على طرح الحقائق الموصلة للحكم وبسط المقدمات الموصلة للنتائج، ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث: أن الاعتداء على النفس البشرية وانتهاك حرمتها هو خروج عن كل ماأجمعت عليه الشرائع السماوية.