الفضائل الأخلاقية بين دعوات الأنبياء والفلسفات الدينية القديمة أرزاق فتحي السيد أبو طه قسم العقيدة والفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، جامعة الأزهر، القاهرة، مصر. البريد الإليكتروني:  Arzakfathie@azhar.Edu.eg   ملخص البحث: يهدف البحث إلى التأكيد على ثبات القيم والفضائل الأخلاقية، وبيان أن الفضائل الأخلاقية من الثوابت التي أرستها الرسالات السماوية، أيضًا هدف البحث إلى لفت أنظار أصحاب الأديان الوضعية الذين لا يؤمنون بالرسالات السماوية إلى أنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير، وأن ما يؤمنون به الآن ويعتقدونه قد يكون شذرات من رسالة لنبي أرسله الله - تعالى - لأمتهم منذ زمن بعيد، فيجعلهم البحث يعيدون النظر فيما يعتقدون ويرتبون أفكارهم من جديد، وقد اتُبع في هذا البحث عدة مناهج اقتضته طبيعة موضوعه، منها المنهج الاستقرائي وذلك من خلال استقراء الفضائل الأخلاقية في الفلسفات الدينية القديمة واستقراء آيات الذكر الحكيم للاستدلال على ما يتوصل إليه البحث من نتائج تؤكد ما هدف اليه، ومنها المنهج المقارن وذلك من خلال المقارنة بين الفضائل الأخلاقية بين هذه الفلسفات، وأيضًا استخدم المنهج التحليلي وذلك من خلال تحليل النصوص وإبراز التأثير والتأثر، هذا وقد توصل البحث إلى عدة نتائج منها: فطرية المعرفة بالفضائل الأخلاقية، وفطرية المعرفة بأن الخير هو الحق الذي يجب اتباعه وأنه ما يرضي الله - تعالى- وأن الشر ما يجب اجتنابه؛ لأنه لا يرضيه– تعالى -، ومنها ثبات الفضائل الأخلاقية وأنها لا تتغير وأن المتغير هو السلوك الإنساني، ومنها ارتباط الفضائل الأخلاقية بالدين، فقد جاء في كثير من آيات الذكر الحكيم اقتران الإيمان والتقوى بالأعمال الصالحة والبر والخير، أيضًا من النتائج التي توصل إليه البحث، وجود اتفاق بين الفلسفات الدينية القديمة في الفضائل الأخلاقية، فضلًا عن ارتباطها بالتدين مما يؤكد وحدة مصدرها الذي قد يكون أثرًا سماويًا من أديان سابقة مرت عليها، إيمانًا بقوله تعالى: ﴿.. وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِير٢٤﴾ [فاطر: 24].