إنسانية الفكر البلاغي، والارتقاء بالمخاطبين "دراسة مقاربة" حنان علي أحمد مشعل قسم البلاغة والنقد- كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات- جامعة الأزهر الشريف - الإِسكندرية - مصر. البريد الإلكتروني: Hanan.ali@azhar.edu.eg ملخص البحث: يستقرئ هذا البحث؛ المفهوم الإنساني للفكر البلاغي الرحب، والذي يتميز بطابعه المرن؛ تتنازعه جميع العلوم والفنون مع الارتقاء بأذواق المخاطبين؛ بما يُلزم الباحث البلاغي في القرآن الكريم، والبيان النبوي الشريف، والإبداع الأدبي؛ ضرورة الالتزام بوعي منهجي لا يفقد البلاغة خصوصيتها الإنسانية، ولا يفرض عليها الانسياق خلف تصورات منهجية لا تراعي طبيعتها الإنسانية، فهي تقع بين حد العلم من جانب، وبين الفن والجمال من جانب آخر، الذي يرفض الثبات العلمي، ويتمرد على التقنين؛ بما يجعلها منهجا (فريداً) غير ثابت لكنه ممكن أو معقول، بل ومستوعب لكل التجارب الإبداعية؛ فالبلاغة تستوعب كل العلوم والفنون بمرونة وغلبة على كل القوانين والثوابت، فإذا ما حضرت توارت خلفها العلوم حياءً وخجلاً . فهي متسعاً رحباً لجميع الإمكانات التعبيرية، والطاقات الإبداعية من خلال السياقات المختلفة سواء أكان السياق- اللغوي - حيث المبنى أم كان ذلك من خلال السياق غير اللغوي (المقامي)، والذي يشمل جميع السياقات: (التخاطبي - المقاصدي - الزماني - المكاني - النفسي، الاجتماعي...إلخ).وكما يقول أستاذنا الدكتور/ إبراهيم الخولي: "علم البلاغة نضج، ولم يكتمل"؛ لأنه علم ممتد يستوعب كل أنماط التعبير (الإلهي) منها، و(غير الإلهي)، فهو فكر متجدد بتجدد متونه، ونصوصه وإنسانية الفكر البلاغي الرحبة لا تتنافى وإمكانية الالتزام المنهجي من نحو (البنيوية، والسيمائية، والأسلوبية، والتداولية......)؛ لأنها تجعل البلاغي يصل إلى أقصى ذروة في استقصاء التكوين الجمالي للنصوص.