المقاصد التحسينية في السنة النبوية "خلق الستر  نموذجا"  سعاد محمود عبد القادر حسين قسم الحديث وعلومه - كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر – جمهورية مصر العربية. البريد الإلكتروني:  Soadhessien.el@azhar.edu.eg   ملخص البحث: لقد أنعم الله تعالى على المؤمنين إذ أرسل فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آيات القرآن الكريم، ويطهرهم من الشرك والمعاصي ومساوئ الأخلاق، ويعلمهم الكتاب الكريم والسنة النبوية الشارحة له والمبينة لمراد الله ومقاصده في آياته الكريمة؛ فالسنة النبوية صنو القرآن الكريم، والمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعده؛ والمتدبر في الأحكام التي شرعت فيهما يجد مقصدها العام هو تحقيق مصالح العباد ونيلهم سعادة الدنيا والآخرة، وذلك من خلال  تنظيم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بمن حوله من أفراد المجتمع، ووضع القيم والمبادئ  التي تبين لكل فرد ما له وما عليه؛ فيصلح دين الناس وتستقيم حياتهم ويؤدي كل دوره في عمارة الأرض التي استخلفه الله فيها على أكمل وجه؛ فتتحقق بهم التنمية المستدامة لمجتمعهم على أساس من الأخوة والتوافق والتعاون على البر والتقوى، وقد قسم الأصوليون المقاصد من هذه التشريعات باعتبار مقصدها العام إلى ثلاثة أقسام: مقاصد ضرورية، ومقاصد حاجية، ومقاصد تحسينية، وفي هذا البحث تعريف موجز بهذه الأقسام، وبيان دور السنة في الاهتمام بالمقاصد التحسينية والتي منها مكارم الأخلاق التي تحسن وتزين حياة البشر عامة، ويجب على المسلمين خاصة أن يتخلقوا بها لخلق مجتمع مترابط يسوده السلام والأمن والاستقرار ومستقبل أكثر إشراقا واستدامة للجميع، ومنها "خلق الستر"، فقد أولت السنة هذا الخلق الكريم عناية كبيرة، وكثرت الأحاديث الصحيحة في الحث على التخلق به والترغيب فيه بشتى أشكاله وأنواعه مع بيان عظيم ثوابه في الدنيا والآخرة وكذلك رهبت من ضده، ومع هذا نجد الكثير من المسلمين وقد التفت عن هذا الخلق الكريم، وتساهل في أمره، فتتبع العورات وهتك الحرمات وفضح نفسه أو غيره- وخاصة في العصر الحالي- وكأنه أمر لا حرمة فيه ولا عتب على فاعله؛ فأحببت أن أشارك بجهد المقل في التذكير بخلق الستر ومكانته في التشريع الإسلامي.