القصص القرآني وأثره في التوعية
 "حادثة الإفك أنموذجا"
مهجة غالب عبدالرحمن هاشم.
قسم التفسير وعلوم القرآن - كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر – جمهورية مصر العربية.
البريد الإلكتروني: ghalebmohga@gmail.com   
 
ملخص البحث:
إن الوحى قد نزل على قلب رسول الله إمام الأنبياء وسيد الخلق أجمعين، فكان منارة للدنيا بأثرها لتسير على الهدى والنور المبين، وتسمو بالأخلاق وترتقي بالسير على الطريق المستقيم، فجعل الصدق طريقا، والإخلاص في العمل والأمانة منهجا، والسلم والسلام نجاة، والكرامة الإنسانية أصالة، والعفو والإحسان فضيلة، وغير ذلك من روافد مكارم الأخلاق التي رفع الله بها معالم دين الإسلام وبينها الرسول الكريم رحمة للأنام، فكان حققا متمما لمكارم الأخلاق وصدق صلى عليه وسلم إذ يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهو ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده. ومن المبادىء العظيمة والمواثيق الكريمة (الكرامة الإنسانية) حيث قال تعالى في سورة الإسراء " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " مما رفع شأن راية الكرامة الإنسانية التي جاءت لترتقي من شأن بني آدم لافرق فيهم بين عربي وأعجمي ولا فرق فيهم بين أسود وأبيض ولا فرق فيهم بين رجل وامرأة ،إذ الكل في الكرامة الإنسانية سواء مما جعل المرأة تحظى بنصيب وافر؛ حيث ارتقى الإسلام بشأنها وانتقلت بفضل الإسلام من عالم الظلمات إلى عالم النور ومن عالم البؤس واليأس إلى عالم الكرامة والأمل، فكانت تلك الأخلاق والمبادىء أسسا لسلامة الفرد وعلو همة المجتمع، وطريقا لصلاح حال الإنسان في العاجل ولآجل معا.
 نعم جاء القصص القرآني الكريم ليقدم لنا الأنموذج الطيب من: العبروالدلالات، والبيان والعظات، والأخلاق والصفات، ما يكون منهجا ونبراثا يضىء الطريق ويترك الأثر العميق فيكون منهجا في التربية ومعلما في التوعية، فيربى الفرد على الصفات الحميدة ويتكون المجتمع على المعاني المجيدة، وهنا تستحق الأمة أن تكون خير أمة أخرجت للناس، تأخذ بأيديهم إلى الهداية وتبتعد بهم عن طريق الضلال والغواية.