هدفت الدراسة الكشف عن واقع التحول الرقمي بين معلمي وطلاب بمؤسسات التعليم ما قبل الجامعي, وذلك بهدف مواكبة المتغيرات العالمية وبناء مؤسسات تعليمية رقمية قادرة على تلبية الاحتياجات الرقمية لمعلمي وطلاب, وذلك من أجل بناء جيل قادر على الإبداع و الابتكار , وكذلك إعداد معلمين قادرين على مواكبة المتغيرات العالمية والاستجابة لها , بامتلاكهم جوانب التحول الرقمي المختلفة , وكذلك بناء مؤسسات رقمية و تأسيس بنية تحتية تكنولوجيا رقمية .
واعتمدت الدراسة الحالية علي المنهج الوصفي الذي يقوم علي عرض وتحليل جوانب المشكلة , وذلك من خلال استبانة طبقت علي المعلمين والطلاب التعليم ما قبل الجامعي , وتم تطبيق علي عينة الدراسة (683 معلمًا و 918 طالبًا ) وفقًا للقوانين الإحصائية التي تم استخدامها في حساب عدد أفراد عينة الدراسة , وتوصلت الدراسة الميدانية إلي عديد من النتائج حول واقع التحول الرقمي لدي معلمي وطلاب التعليم ما قبل الجامعي ومن أهمها ما يلي :
ضعف البنية التحتية التكنولوجية: قد لا تكون المدارس مجهزة بشكل كافٍ بشبكات الإنترنت السريعة أو الأجهزة التقنية الحديثة، مثل الحواسيب اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر، مما يعيق استخدام الأدوات الرقمية بفعالية.
نقص التدريب والمهارات التقنية: الكثير من المعلمين والطلاب قد يفتقرون إلى التدريب اللازم لاستخدام التقنيات الحديثة في التعليم. عدم القدرة على التعامل مع الأنظمة الرقمية يؤدي إلى إبطاء التحول الرقمي.
مقاومة التغيير: بعض المعلمين قد يفضلون الأساليب التقليدية في التدريس ولا يرغبون في تغيير طرقهم التعليمية باستخدام التكنولوجيا. هذا يمكن أن يكون ناتجًا عن عدم الارتياح مع التكنولوجيا أو الاعتقاد بأن الأدوات الرقمية ليست ضرورية.
نقص الدعم الإداري : غياب الخطط الاستراتيجية أو السياسات الداعمة للتحول الرقمي في المدارس قد يجعل المعلمين والطلاب يفتقرون إلى التوجيه والدعم المناسبين.
العوائق الاقتصادية : تكلفة شراء الأجهزة الرقمية أو الاشتراك في الإنترنت قد تكون عقبة أمام الكثير من الطلاب أو المدارس في المناطق الأقل دخلًا.
ضعف المناهج الرقمية : في بعض الأحيان، لا تكون المناهج محدثة أو متوافقة مع استخدام التكنولوجيا ، مما يجعل التحول الرقمي غير فعّال أو غير متكامل مع العملية التعليمية.
التصور المقترح لنشر التحول الرقمي
تركيز مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي علي نشر التحول الرقمي بين المعلمين , وذلك من خلال برامج تدريبية متخصصة , وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين لتعريفهم بأحدث الأدوات والتقنيات التعليمية الرقمية ، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي ، واستخدام منصات التعلم التكيفي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل تقدم الطلاب وتقديم محتويات تعليمية تتناسب مع مستواهم وسرعة تقدمهم .
اهتمام مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي بتعليم أبنائها كيفية استخدام التحول الرقمي , حيث يعد تعليم الطلاب كيفية استخدام التحول الرقمي جزءًا أساسيًا من إعداد جيل جديد قادر على النجاح والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد الرقمي ، ويساعدهم على الاستفادة من الإمكانيات الواسعة التي توفرها التكنولوجيا .
اهتمام مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي بتنمية التحول الرقمي لدى معلميها , ليكون المعلمون على دراية بأدوات التعليم الرقمي ، مما يمكنهم من تقديم تجربة تعليمية أكثر تفاعلية وإبداعية ، ويعزز من فهم الطلاب ويجعل التعليم أكثر تشويقًا وجاذبية .
قيام مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي بتنفيذ ورش عمل وندوات للمعلمين والطلاب لتنمية التحول الرقمي لديهم , لمواكبة التطورات التكنولوجية ، وتحقيق الاستفادة القصوى من الأدوات الرقمية في العملية التعليمية , يساعد المعلمين علي الاستخدام الجيد لأحدث الأدوات والتقنيات الرقمية ، مثل التطبيقات التعليمية ، وأنظمة التعلم الإلكتروني ، مما يرفع من كفاءتهم في تقديم الدروس بطرق مبتكرة.
اهتمام مؤسسات التعليم ما قبل الجامعي بإقامة مسابقات دورية خاصة التحول الرقمي , تسريع التكيف مع التكنولوجيا , فالمسابقات تشجع المعلمين على استخدام التكنولوجيا بشكل مستمر ، مما يساعدهم على التكيف مع التغيرات الرقمية بسرعة أكبر ، ويعزز من ثقتهم في التعامل مع الأدوات الحديثة , ورفع مستوى التفاعل بين المعلمين , فالمسابقات تتيح للمعلمين فرصة تبادل الأفكار والتعلم من بعضهم البعض ، مما يسهم في بناء مجتمع تعليمي يتشارك المعرفة والتجارب الرقمية , وتعزيز المهارات الرقمية الأساسية والمتقدمة .