تشهد مصر والعالم العربى حاليا عمليات تحول رقمى موسعة امتدت تأثيراتها لتشمل كافة جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية ،و ظهرت تأثيراتها الجلية على المجال الاجتماعى حيث أضحى التحول الرقمى سلاحا ذو حدين إذ لزم تسليح الأفراد بالوعى اللازم للتعامل بفعالية مع التكنولوجيا الرقمية وتداعياتها وعدم الانجراف وراء الصور البراقة الزائفة التى يمكن أن يصدرها العالم الافتراضى ، الأمر الذى استلزم  الاهتمام بتغيير أولويات تربية الجيل الجديد وبحث سبل كيفية حمايته وتسليحه بما يضمن التصدى  لمخاطر التحول الرقمى ،وتنمية القدرة على انتقاء المناسب وتعظيم الاستفادة من كل جديد، والحفاظ على مكتسبات التطور الرقمى الهائلة وتطويعها فى تحسين جودة الحياة مع الحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع المصرى . وتتصدى الورقة الحالية للدراسة المتعمقة للمناعة النفسية كأحد أهم العوامل الوقائية التى يمكن أن تسهم فى مواجهة المخاطر الاجتماعية للتحول الرقمى وتسليح الأفراد للتعامل بفعالية مع تلك المخاطر ، كما تعنى ورقة العمل بتقصى سبل تعزيز الشعور بالانتماءواستشعار المسئولية الفردية تجاه المجتمعات ، بالإضافة الى تعميق الفهم حول  كيفية  تيسير التعاطى  مع الثقافات المتعددة والانفتاح الواعى على الخبرات الجديدة وانتقاء الصالح منها ، ومواكبة آليات التحول الرقمى بمالا يتعارض مع الحفاظ على الهوية ويسهم فى  تعزيز قيم  المواطنة والانتماء لدى الأفراد . وفى النهاية تقدم الورقة ومقترحات مهمة حول آليات تدعيم  المناعة النفسية  لدى الأفراد ، وتقدم رؤية وقائية للحفاظ على الهوية المصرية ، كما تطرح توصيات للحد من التعرض للعوامل المثبطة لانتماء الأفراد فى ظل التحولات التكنولوجية الحادثة .