في هذه المداخلة الموسومة بـ: " وثائق الإدارة العثمانية بالجزائر ومكانتها في الحفاظ على الذاكرة والتراث الوطني." نركز على دراسة الوثائق الأرشيفية التي تعد أساس البحث في ذاكرة وتراث الشعوب وهويتها، فمن خلال الوثائق الأرشيفية التي كتبت في أغلبها لأغراض إدارية تنظيمية، والتي في مجملها رسائل وجهت لعناصر الإدارة العثمانية وعقود الاحوال الشخصية والمعاملات المالية والمبادلات التجارية، فلهذه الوثائق ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ، لكونها تضم ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﻭﺤﺎﻀﺭﻫﺎ وﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ، ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ تحتويها تمثل ذاكرتها ﻋﺒﺭ ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ، ﻟﻬﺫﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﺭﺸﻴﻑ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺘﻭﺜﻴﻘﻬﺎ ﺤﻔﻅﺎ على ذاكرة ﺍﻷﻤﻡ. وﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ على الأرشيف ﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ التي تعرفنا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ، ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ؛ ﻓﺎﻷﺭﺸﻴﻑ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺸﻜﱢل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺠل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ، ﺍﻟﺴﻭﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﻭﻥ وﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﻭﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻓﻬﻭ ﻤﻬﻡ ﻷﻨﻪ ﻴﺤﻤل ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻭﺘﻔﺎﺼﻴل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ. فالوثائق ﺍﻷﺭﺸﻴﻔﻴﺔ ﺸﺎﻫﺩ ﻴﻨﻁﻕ ﺒﻜل ﻤﺎ كانت ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الجزائري خلال العهد العثماني. والأرشيف الخاص بإيالة الجزائر جزء منه بقى في الجزائر وأغلبه رحل إلى دور الأرشيف الفرنسية في فترة الإحتلال لهذا عملنا من خلال هذه المداخلة على أولا التعرف على طبيعة الوثائق العثمانية الموجودة في دور الأرشيف الجزائرية، ثم تتبع مصير الوثائق العثمانية الخاصة بالجزائر بعد الاحتلال وطرق تعامل الموظفين الفرنسيين مع الذاكرة الرسمية للجزائر المتمثلة في الوثائق الأرشيفية.