تنوعت تعبيرات الأصوليين عن مفهوم المخالفة، وتعددت إطلاقاته في كتبهم، فمنها: دليل الخطاب، لحْن الخطاب، المفهوم المخالف، تنبيه الخطاب، فحوى الخطاب.

ويعد مفهوم المخالفة من المباحث المهمة في أصول الفقه، وهو متعلق بمبحث من أهم المباحث، وهو مبحث الدلالة؛ ذلك أن الدلالة إما دلالة منطوق، وإما دلالة مفهوم، والمفهوم إما موافقة وإما مخالفة، ومفهوم المخالفة، ينضوي تحته عدة مفاهيم، منها مفهوم اللقب، والعلماء مختلفون في حجيته، وأقسام مفهوم المخالفة على درجات متفاوتة في القوة والضعف، وينبغي مراعاة ذلك عند حصول التعارض بينها، وعند عرض الأقوال في حجية كل مفهوم من مفاهيم المخالفة على حدة.

وهذه الدراسة تبحث في رأي أحد الأصوليين الحنابلة وموقفه من حجية هذا المفهوم - أعني مفهوم اللقب – ألا وهو ابن عقيل الحنبلي المتوفى سنة 513 ه، وذلك من خلال استقراء نصوص من كتابه (الواضح في أصول الفقه)، ومن كتبه الأخرى في محاولة للوصول إلى صحة نسبة القول بحجية مفهوم اللقب إليه من عدمه.

وقد اعتمدت في هذا البحث مستعينًا بالله – تعالى - على المنهج التحليلي.

وقد خلصت نتائج هذا البحث إلى بيان أمور منها:

1) الذي يبدو من كلام ابن عقيل، أنه يرى العمل بمفهوم اللقب عدا الألقاب التي لا تتضمن معنى أو خصيصة.

2) من الأصوليين من أطلق اللقب على الاسم الجامد بنوعيه (العلم واسم الجنس فقط) والبعض زاد المشتق سواء من فعل أو صفة.

3) التفرقة بين اللقب الذي يومئ إلى وصف وبين اللقب الجامد، فاللقب الذي يومئ إلى وصفٍ له مفهوم مخالف