الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغرّ الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:  فإن البحث يعالج وسيلة من وسائل إثبات النكاح في الفقه الإسلامي وهي التسامع، وتعرض البحث للتعريف بالمصطلح ، كما تطرق البحث للألفاظ ذات الصلة بالتسامع ، وتناول البحث للضوابط المعتبرة لقبول التسامع ، والحقوق التي تثبت بالتسامع، والحقوق التي لا تثبت به، ثم بين مواقف القوانين المصرية من الاحتجاج بالتسامع، وخاصة قوانين الأحوال الشخصية وقانون الإثبات المصري لصلتهما بموضوع البحث، وتطرق البحث لمبدأ العمل بالتسامع في المحاكم المصرية لاسيما محكمة النقض المصرية والتي تمثل قمة الهرم القضائي في مصر ثم تعرض البحث لخلاف الفقهاء في إثبات النكاح بالتسامع، وناقش البحث العدد الذي يثبت به التسامع. وانتهى البحث إلى أن التسامع اصطلاح فقهي ورد استعماله في الأسلوب الفقهي التراثي وهو لا يُعدُّ من الحجج القوية التي تثبت بها كل الحقوق، فهو أضعف من الإقرار ومن البينة، بل هو إلى باب الرواية أقرب منه إلى باب الشهادة، ولذلك فهو يقبل في إثبات بعض الحقوق بشروط منها أن يتعذر إثبات هذا الحق بالوثائق أو بالشهادة، وألا يتعارض الحكم الثابت بالتسامع مع حكم آخر ثبت بطريق أقوى من التسامع، أو ثبت بتسامع مضاد. وانتهى البحث إلى  أن الراجح المختار من أقوال الفقهاء إثبات النكاح بالتسامع عند تحقق شروطه وانتفاء موانعه، وأن التسامع لا بد فيه من الاستفاضة بحيث تحيل العادة التواطؤ على الكذب. الكلمات المفتاحية: التسامع – إثبات النكاح – الاستفاضة – السماع الفاشي – تواطؤ الناس.