المستخلص:
تناول البحث دراسة الناقدة يمنى العيد لمسألة الجنس الأدبي؛ إذ رأت أن هذه المسألة تتجاوز مسألة التقسيم، ودعت إلى دراسة تاريخ الشكل الروائي العربي، وإنتاج معرفةّ بتاريخه، ومع أنها خصّت كلامها بالرواية الأدبيّة إلاّ أنّهُ يمكن تعميم كلامها هذا على أي جنسٍ أدبي آخر.
وقد هدف البحث إلى بيان بعض الحدود الفاصلة بين السيرة الذاتيّة والرواية، كما عمل على توضيح أن معالجة أي عملٍ روائيّ يتضمن شيئاً من السيرة الذاتية للمؤلف، غير خاضع بالضرورة لشروط ومواصفات قبلية، قد لا يدركها كتاب هذه السيرة أنفسهم – أصلاً – ونزوعاً نحو التقاط عناصر السيرة الذاتية من حيث تعانق أنا الكاتب والسّارد والشخصيّة معاً في عمل لا يتخذ الشكل الأدبيّ الأجناسيّ المستقل للسيرة الذاتيّة، بل في عمل يتوسّل شكلاً فنياً روائياً لبثِّ حميميّة الحياة الشخصيّة، سواء أكان مضمراً أم صريحاً، وعليه فإنهما يسوغان مجاورة السيرة الذاتية للرواية في عمل واحدٍ، أو تشكيل نوعٍ مستقلً قائم بذاته: "رواية السيرة الذاتية"، أو "السيرة الذاتية الروائية".
خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج المتوافرة في مباحثها، وقد كشفت لنا عن أمور عدّة من بينها: إنّ الجنس الأدبيّ الذي يزاوج بين أجناس متغايرة هو من أبرز منجزات الحداثة التي تعلن إمكانية التلاقح بين أجناس مختلفة مما يدعو إلى إعادة النظر في توسيع حدود الجنس الأدبي، وتكييف محدداته مع ظهور كل نتاج جديد. فالهوية الاجناسيّة لنصٍّ ما تُعدّ أحياناً وإلى درجة معينة قابلة للتغير سياقياً بالمعنى الذي ترتهنُ في المجال غير النصيّ، وبشكل أوسع بالمحيط التاريخي الذي يحكم ولادة النص، والذي يحكم إعادة نسيجه كفعلٍ تواصلي.