423286

شخصية المتدين في الرواية المصرية (النمط السلبي نموذجًا)

Article

Last updated: 27 Apr 2025

Subjects

-

Tags

بحوث اللغات والآداب

Abstract

المستخلص:
قارئ الرواية العربية – والمصرية خصوصاً – يجد مساحة كبيرة قد أفردت لتناول الشخصية المتدينة في جميع أنماطها الحياتية، من شخصية معتدلة متوازنة مع نفسها، إلى شخصية انتهازية متناقضة مع ذاتها، أو شخصية منعزلة تجنح إلى شيء من التصوف بعيدا عن واقع الحياة.
وقد رأينا من كتاب الرواية من رسم شخصية الداعية المجاهد الذي يؤدي دوره نحو دينه ووطنه. ومنهم من صوّر المتدين زاهدًا في الحياة، منشغلاً بالأدوراد والأذكار، ملازمًا للموالد، وربما خارجًا عن دائرة العقلاء. ومنهم من صور المتلون – المنافق – الذي يظهر في ثوب الدين أمام الناس؛ ليستغل جهلهم، أو ضعفهم؛ لتحقيق مآربه ومطامعه.
وكذلك رأينا من رسمه باحثًا عن الشهوات والملذات، أو متشدداً في الدين منفراً عنه. وقد آثر البحث أن يختار ثلاث روايات لثلاثة كُتّاب أبرزوا الجانب السلبي في الشخصية المتدينة بصورة لافتة كشفت عن التناقض الحاد بين ما ينبغي أن تكون عليه هذه الشخصيات وبين الواقع السيء الذي تلبست به في تدينها المنقوص. والروايات هي:

الأيام، لطه حسين.
الأرض، لعبد الرحمن الشرقاوي.
أميرة الجبل، لنجيب الكيلاني.

وطريقة الكُتّاب في رسم الشخصية قد تكون بأسلوب مباشر عن طريق السرد والوصف أو الحوار، وقد تكون بأسلوب غير مباشر عن طريق الأحداث وتصرف الشخصية إزاءها وكذلك أقوالها، وبعض النقاد يطلق اصطلاح ((الطريقة التحليلية)) و ((الطريقة التمثيلية)) لهاتين الطريقتين على الترتيب. ويرى (حسين قباني) أن الشخصية الروائية تتضح من خلال أبعاد ثلاثة هي:

البعد الخارجي: ويشمل المظهر والسلوك الظاهري للشخصية.
البعد الداخلي: ويشمل الأحوال النفسية والفكرية والسلوك الناتج عنها.
البعد الاجتماعي: ويشمل المركز الذي تشغله الشخصية في المجتمع وظروفها الاجتماعية بوجه عام.

والأبعاد الثلاثة لا تُكتشَف إلا من خلال إحدى الطريقتين السابق ذكرهما، ففي الأسلوب المباشر تبرز الصورة الخارجية للشخصية ويلجأ إليها الكاتب لما تتيحه من تصوير دقيق، قد يكون له أثر في سلوكياتها، والسمات الجسدية – التي لا دخل للمرء فيها، إذ هي خلقة – تصعب على الروائي اصطناع أحداث بعينها لتوضيحها، بخلاف الصفات النفسية، أو الأخلاقية – كالكرم والبخل، والصدق والكذب، والشجاعة والجبن، فإنها تبرز من خلال الأحداث التي تمر بها الشخصية في العمل الروائي.
وللشخصية الروائية تصنيفات عديدة: بعضها يتعلق بموقف الشخصية من الأحداث وقدرتها على النمو وإدارة حركة الصراع، وبعضها يرتبط بموقف الشخصية من الأحداث إيجابًا أو سلبًا، وبعضها الثالث يتصل بتعبير الشخصية عن الإنسان الفردي، أو النموذج الاجتماعي.
وبالنسبة للتصنيف الأول نجد أن الشخصية الروائية: إما مسطحة، أو نامية، وبالنسبة للتصنيف الثاني فهي: إما إيجابية، أو سلبية. ثم أخيراً: إما شخصية فردية نمطية، وإما نموذجية اجتماعية.
وليس المقصود بالمواقف الإيجابية القبول والتصالح مع الوضع الذي يفرض عليها، فليس المراد أن تكون نتيجة التفاعل تصالحًا مع الظروف المفروضة، وطواعية حيالها، فقد تتجلى هذه القدرة الإيجابية حتى في الاستجابة السلبية، الاستجابة بالرفض، والاحتكاك بالرفض، والتفاعل بالرفض. كما أن الشخصية قد تكون فردية تمثل فرداً في خصائصه وصفاته، وقد تكون نموذجية تمثل طبقة أو فئة بحيث تجتمع فيها صفات تصدق على عدة أفراد يمثلون هذه الفئة.
إضافة إلى أنها تنقسم بحسب دورها في صناعة الأحداث إلى رئيسة وثانوية فينظر في تأثير الشخصية في تطورها عبر العمل الروائي، وكثرة بروزها على الساحة دون النظر إلى قيمتها الحقيقية في الواقع، فربما تقابلنا شخصية ملك أو وزير لا تؤدى إلا دوراً ثانوياً لا يسهم في صناعة الأحداث، وربما تقوم رواية كاملة على شخصية من الشخصيات المطحونة في الواقع كعامل النظافة أو شخص متسول لكن تشارك في العمل بقوة " وكثيراً ما يوفق الكاتب إلى نفخ الحياة في شخصياته الثانوية وذلك لأنه يقتبسها من الحياة رأسًا دون أن يعنى بتهذيبها أو صقلها أو الإضافة إليها. ففي ضوء تلك التصنيفات يتناول البحث هذه الروايات المختارة مركزاً على البعد الشكلي أو الخارجي، والبعد الداخلي (النفسي والسلوكي) مع البعد الاجتماعي لهذه الشخصيات، وذلك من خلال آليتي الوصف والحوار عند كل كاتب.
وكان من أهم النتائج: تصوير الشيخ أو المتدين غالبا ما يأخذ طابعا وصفيا يميل إلى ضخامة البدن وبخاصة الكرش إشارة إلى أنه نهم شره أكول وهي صورة تحدث مفارقة بين الشخص الموصوف وما ينبغي أن يكون عليه من التقلل من الطعام بوصفه معلما أو إماما وخطيبا يدعو إلى الزهد والانصراف عن الدنيا. كما ركز الكُتّاب الثلاثة على الصفات النفسية والسلوكية لهذه الشخصيات لتكشف عن دخيلتها وتبرز سوءاتها. وايضًا رسم كل من طه حسين وعبد الرحمن الشرقاوي الشخصية المتدينة من منظور واقعي فالأيام سيرة ذاتية لطه حسين والأرض من الروايات الواقعية ومن ثَم فإن كلا منهما رسم الشخصية بصورة مباشرة توحي بأنه لا دخل له في تكوينها بخلاف نجيب الكيلاني الذي رسم شخصية المطوع بصورة توحي أنه محرك الشخصية والأحداث وقد بثها من وحي خياله بما يعني أنه قصد من رسمها بث الرؤى الخاصة به واعتقاداته الشخصية حول ما يجب أن يكون عليه المتدين من محاربة العادات والتقاليد البالية.
 

DOI

10.21608/jfabsu.2015.423286

Keywords

شخصية المتدين في الرواية المصرية..قارئ الرواية العربية

Authors

First Name

عبدالرحمن إبراهيم

Last Name

فودة

MiddleName

-

Affiliation

-

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

16

Article Issue

34

Related Issue

55075

Issue Date

2015-03-01

Receive Date

2025-04-19

Publish Date

2015-03-01

Page Start

339

Page End

372

Print ISSN

2090-9012

Online ISSN

2090-9829

Link

https://jfabsu.journals.ekb.eg/article_423286.html

Detail API

http://journals.ekb.eg?_action=service&article_code=423286

Order

6

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,009

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية الآداب . جامعة بني سويف

Publication Link

https://jfabsu.journals.ekb.eg/

MainTitle

شخصية المتدين في الرواية المصرية (النمط السلبي نموذجًا)

Details

Type

Article

Created At

27 Apr 2025