مستخلص:
يتناول البحث شخصية أبي العباس الإسفراييني من حيث سيرته وأهم أعماله في دولة السامانيين قبل توليه الوزارة الغزنوية، ثم دوره في الحياة السياسية والعسكرية والإدارية في الدولة الغزنوية عندما عمل كاول وزير للسلطان محمود الغزنوي لمدة عشرين عاما ( ٣٨٤-٤٠٤ هـ / ۹۹٤-۱۰۱۳م) ونجح في القيام بأعباء الوزارة خير قيام اتضح ذلك من خلال دوره في حماية البلاد والتصدي لغزو خانات التركستان على خراسان اثناء غياب السلطان محمود في إحدى غزواته الخارجية بالهند عام ٣٩٦هـ / ١٠٠٥م، كما اهتم الإسفراييني بالنواحي التعليمية والثقافية في عصره، فبنى الكثير من المدارس والمؤسسات التعليمية وقرب منه الأدباء والشعراء والعلماء أمثال الكاتب بديع الزمان الهمذاني، والكاتب أبو الفتح البستي والشاعر أبو القاسم الفردوسي وغيرهم، ولما كان الإسفراييني محبا للغة الفارسية وآدابها فقد أصدرا فرمانا اثناء وزارته بنقل الدفاتر الديوانية والمكاتبات الرسمية من العربية إلى الفارسية لتصبح الفارسية هي اللغة الرسمية للدولة في عهده، غير أنه تعرض لهجوم شديد من قبل بعض المؤرخين أمثال المؤرخ العتبي ومنشي كرماني وسيفي عقيلي الذين وصفوه بالجهل وعدم التمكن في اللغة العربية، وأثبت البحث بالأدلة عدم صحة ذلك، كما تعرض الوزير للإهانة والحبس ومصادرة الأموال، وانتهت حياته بالقتل على أيدي بعض أمراء السلطان محمود وهو في سجنه بإحدى القلاع بمدينة غزنة في عام ٤٠٤ هـ / ١٠١٣م.