يعد إقليم اشتوكة أيت باها[1] خزانًا غنيًّا بمجموعة من المكونات الطبيعية والثقافية المتسمة بالتنوع وبالتفرد. وهي مؤهلات متكاملة قلما نجدها مجتمعة في إقليم واحد.
فإذا كان المشهد الثقافي بالإقليم يتعزز بالعديد من المآثر التاريخية والأثرية، التي تتنوع من السهل إلى الجبل سواء من حيث هندستها المعمارية ومواد بنائها، أم من حيث استعمالاتها وأماكن تشييدها، فإنه يزخر أيضًا بمجموعة من المقومات الثقافية اللامادية والمنقولة، كالألبسة والحلي التقليدية وغيرها من العادات والأعراف والحرف والمهارات اليدوية المتوارثة أبًا عن جد، في توافق مع نوعية الظروف الطبيعية والسياق التاريخي الذي مر منه الإقليم.
ولأن الحلي والألبسة التقليدية الأمازيغية السوسية أضحت علامة ثقافية مغربية دولية، ورمزًا من رموز الهوية وإثبات الذات لدى قبائل اشتوكة أيت باها وقبائل سوس عمومًا، فقد ارتأينا تخصيص هذا المقال العلمي للتعريف بها وإبراز خصوصياتها الثقافية وتوثيق دلالاتها الرمزية وحفظها للأجيال القادمة.
وذلك من خلال محورين، خصصنا الأول منهما للحديث عن الألبسة والأزياء التقليدية الأمازيغية بين اليوم والأمس ورمزيتها الثقافية سواء تعلق الأمر بالأزياء النسائية أو الرجالية. فيما خصصنا المحور الثاني للتعريف بالحلي والمجوهرات الأمازيغية وتوثيق تاريخها العريق ودلالاتها الثقافية ووظائفها المتعددة، التي تتجاوز ما هو تجميلي كما هو الشأن بالنسبة لطقوس العبور وحضورها القوي في الأعراف المحلية.
وأخيرًا بحث إمكانات وسبل تثمين هذا الموروث الثقافي وجعله بالإضافة إلى مكانته الرمزية موردًا تنمويًّا مستدامًا.
Abstract:
Amazigh traditional jewelry and clothing: antiques from the heritage of the Moroccan province of Chtouka Ait Bah
The Chtouka Ait Baha Province is a reservoir rich in a range of natural and cultural components characterized by diversity and uniqueness. These are integrated qualifications that we rarely find combined in one region.
If the cultural landscape in the region is enhanced by many historical and archaeological monuments, which vary from the plain to the mountains, whether in terms of their architecture and building materials,
or in terms of their uses and places of construction,
then it is also replete with a group of intangible and movable cultural elements, such as traditional clothes and ornaments and other customs and Crafts and manual skills are inherited from generation to generation,
In harmony with the type of natural conditions and the historical context through which the region passed.
Because traditional Amazigh jewelry and clothing have become an international Moroccan cultural sign, and a symbol of identity and self-affirmation among the Chtouka-Ait Baha tribes and the Souss tribes in general, we decided to devote this scientific article to introducing them, highlighting their cultural specificities, documenting their symbolic connotations, and preserving them for future generations.
[1] يقع إقليم اشتوكة أيت باها بمنطقة سوس على بعد 25 كلم من مدينة أكادير السياحية جنوب المغرب، ينتمي إداريا لجهة سوس ماسة، يحده من الشمال عمالة إنزكان أيت ملول، ومن الشرق إقليم تارودانت، ومن الجنوب إقليم تزنيت، ومن الغرب المحيط الأطلنطي.
أحدث الإقليم في إطار التقسيم الإداري للمملكة بتاريخ 25 يناير1944 في إطار سياسة اللامركزية، يضم 22 جماعة ترابية، ويبلغ عدد سكانه 102 371 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، غالبيتهم من الأمازيغ.
يمتد الإقليم على مساحة شاسعة تضم مكونات طبيعية متنوعة تشمل مجالات السهل والجبل، تقدر ب 3523 كلم²، مقسمة على مساحة جبلية تبلغ حوالي 2263 كلم²، وأخرى سهلية تبلغ حوالي 1260 كلم² أي %47 من المساحة الإجمالية للإقليم الذي يعد أحد أهم المناطق الزراعية في المغرب.
يمتاز الإقليم بامتداد شواطئه، وبكونه بوابة لمنطقة ساحلية محمية "منتزه سوس ماسة" الذي يضم حيوانات وطيور نادرة وغيرها من المجالات الإيكولوجية والجبلية التراثية التي تؤهل الإقليم ليصير قطبًا سياحيًّا واعدًا.