يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على معالجةِ النظريّة الصرفيّة التراثيّة لحروف الزيادة، مُتَطَرِّقًا إلى عدد من القضايا، منها: مفهومُ الأصليّ والزائد، والضروب التي تكون عليها الزيادة، والأدلّةِ التي يُعْرَفُ بها الأصليُّ والزائد مع إيضاحٍ لتلك الأدِلّة، وسيرورتها وفق تراتُبِيّة محدّدة. مُبَيّنًا أيضًا أسبابَ مجيء هذه الزوائد، ووظيفتها الدلاليّة، وانقسامها باعتبار اللزوم وعدمه، كما يقدّمُ سردًا للمواضع التي تكثر فيها زيادة كلّ حرف. ويناقشُ البحثُ أيضًا أطروحاتِ بعض القدامى والمحدثين القائلة بزيادةٍ من غير الزوائد العشرة، مُسّلطًا الضوء بعد ذلك على المحاولات التي سعت للتقريب بين القول بانحصار الزيادة في الحروف العشرة والقول بعدم انحصارها فيها. وقد التزمت هذه الدراسة المنهج الوصفيّ النقديّ، محاولةً عرض ما دار من نقاش حول حروف الزيادة مع شيء من التقييم والاستنتاجات. وقد كان من النتائج أنّ معالجةَ الدرس الصرفيّ التراثي لحروف الزيادة معالجةٌ شموليّة أتَتْ على معظم الجوانب المتصلة بالزوائد، ومع هذا فقد كان فرديّةً بالنظر إلى حرف الزيادة ذاته، إذْ لم يؤخذ في الاعتبار تَرَكُّبُهُ مع غيره من الزوائد كوحدة صرفيّة، وذلك كالحديث عن زيادة الهمزة للوصل بعيدًا عن النون أو العكس في صيغة "انْفَعَل". ومنها أنّه لا يمكن إدراج الأطروحة القائلة بزيادة من غير الحروف العشرة ضمن التصور الصرفيّ للزوائد، وهذا يجعلُ أطروحةَ تقسيمِ الزوائدِ إلى صرفيّة ولغويّة جديرةً بالقبول لتمييزها بين ما ينتمي إلى المستوى الصرفيّ وما ينتمي إلى المستوى المعجمي. ورغم هذا تظلُّ دراسةُ هذه الزوائد في مستواها التركيبي بوصفها وحدات صرفيّة مُرَكَّبَةٌ مِمّا قد تنشغل به الدراسات المستقبلية.