تقدم هذه الدراسة تصورًا حول فاعلية التخصصات البينية في تقوية الأداء المهني لكوادر العمل الإذاعي والتلفزيوني في الوقت الراهن، الذي شهد تطورات واسعة تقنية وتشغيلية وجماهيرية في صناعة الإعلام المرئي المسموع. كما تسعى إلى تقديم مقترحات استراتيجية لتفعيل الدراسات البينية التقنية في تدريس تخصصات الإعلام في الجامعات السعودية.
     وقدَّم الباحث في هذه الدراسة رؤية نقدية مستخدمًا المنهج الكيفي، من خلال أداتي: المقابلات المتعمقة، ومجموعة التركيز؛ حيث تناولت أداتا البحث محاور تتعلق بفاعلية التخصصات البينية في تعزيز الأداء المهني لكوادر العمل الإذاعي والتلفزيوني، وطرحت الدراسة تساؤلات حول كيفية تدريس الإعلام بطريقة تعكس احتياجات سوق العمل، وما إذا كان يجب أن يقتصر التعليم على تخصصات الإعلام التقليدية، أو يشمل تخصصات تقنية مساعدة.
     وأظهرت نتائج الدراسة توافقًا كبيرًا حول أهمية الدمج بين المعرفة التقنية ومهارات الإعلام، كما أظهر المبحوثون تأييدهم لأهمية تكامل المهارات الإعلامية مع المعرفة التقنية، بما يعزز من جودة المحتوى الإعلامي ويؤهل الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل. وأكّد عدد من المبحوثين أهمية ربط المؤسسات الإعلامية والأكاديمية بالواقع العملي كوسيلة لتطوير الأقسام، إضافة إلى أهمية التفكير في التطوير الأفقي من خلال إنشاء تخصصات بينية، للإفادة من تخصصات الحاسب، علم النفس، وعلم الاجتماع، إضافة إلى العمل على تصميم مقررات تتناغم مع هذه التخصصات البينية. وحول التحديات التي تواجه التعليم الإعلامي، مثلت الفجوة بين سرعة التطورات التقنية وتحديث المناهج عنصرًا يؤدي إلى نقص في التأهيل العملي للطلاب.
    وأشارت الدراسة في جانب التوقعات المستقبلية لتدريس الإعلام؛ إلى أن تطبيق منهجيات الدراسات البينية يمكن أن يسهم في تطوير مهارات الخريجين؛ مما يعزز من قدراتهم على التفاعل الفعّال مع الجمهور.