في إطار الأحداث الأخيرة في سلسلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتدة على مدى الشهور السابقة، وتحديدًا منذ السابع من أكتوبر 2023، أُجريت هذه الدراسة التي تستهدف تحليل المنشورات على صفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، بصفتها إحدى أهم الصفحات الدعائية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية. وأُجري التحليل لمدة شهر، وقد بلغ عدد المنشورات التي تم تحليلها 208 منشورات، بالاعتماد على ثلاثة مناهج، هي: تحليل المضمون، والتحليل الموضوعي، وتحليل الخطاب.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها: وجود تفاعل كبير على منشورات الصفحة، سواء في صورة الرموز التعبيرية أو التعليقات، وأشارت عينة التعليقات إلى أن أغلبيتها جاء سلبيًا، وقد لجأت منشورات الدراسة كذلك إلى استخدام تسعة عشر أسلوبًا من أشهر أساليب الدعاية، يأتي على رأسها "إطلاق اسم"، و"الشهادة"، و"الشعار"، و"اللغة الإيحائية"، و"التهويل"، وقدمت المنشورات خلال فترة التحليل سبعة موضوعات رئيسة، احتوى كل منها بدوره على عدد من الموضوعات الفرعية، ومن أهم الموضوعات: "إدانة النظام الإيراني وأذرعه بزرع الإرهاب في المنطقة"، و"إسرائيل دولة مستقلة قوية ذات جذور تحظى بالدعم العالمي"، وأظهر تحليل الخطاب كذلك أن أهم القوى الفاعلة التي ظهرت في المنشورات خلال فترة التحليل كانت دولة إسرائيل في المرتبة الأولى، ثم كل من حركة حماس وإيران، وفي الوقت نفسه جاء الإطار المرجعي السياسي ليسيطر على نصف منشورات الصفحة -خلال فترة التحليل- بفارق كبير عن بقية الأطر المرجعية، ولجأت منشورات الصفحة كذلك إلى الاعتماد على مسارات البرهنة، سواء المنطقية أو العاطفية، من خلال استخدام عدد من الأدلة والأدوات.