هدفت الدراسة في هذا المبحث إلي بيان مصدر الأخلاق عند فيثاغورس وأفلاطون. وكذلك توضيح السبل القويمة في تربية النفس عند كل منهما. وبيان معنى الفضيلة ومدى ارتباطها بالمعرفة, وتوضيح دور الفلسفة عند كل منهما في تربية النفس والسمو بها إلي العالم العلوي حيث عالم الآلهة.
وقد استلزمت الدراسة استخدام المنهج التاريخي التحليلي المقارن؛ لأنه المنهج الأكثر تلاؤما مع هذه الدراسة, والتي تم تقسيمها إلي مقدمة ومبحثين, وخاتمة. أما المقدمة فهي تشمل اشكالية الدراسة, وأهمية الدراسة, والهدف من الدراسة, أما المبحث الأول بعنوان: الفكر الأخلاقي عند فيثاغورس, والمبحث الثاني بعنوان: الفكر الأخلاقي عند أفلاطون, والخاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث.
وقد توصلت نتائج الدراسة إلي أن فلسفة فيثاغورس وأفلاطون في مجملها نزعة دينية صوفية, مرتبطة بالواقع العملي؛ فهي تكاد تكون طريقة وأسلوب في الحياة, ولم تكن الحياة الأخلاقية عند كل منهما مجرد أفكار وآراء نظرية. كما أن الفكر الأخلاقي عند كل منهما مستمد في حقيقته من الديانات القديمة كالديانة المصرية القديمة والديانة الأورفية. كما أن أهم ما يميز الفكر الأخلاقي عند فيثاغورس وأفلاطون هو ارتباط الأخلاق بالمعرفة؛ وذلك حين أكد كل منهما علي أن المعرفة الحقة للإنسان لن تتحقق إلا إذا تخلى الإنسان عن رغبات الجسد وشهواته, ومارس حياة الفضيلة.
إن الغاية القصوي من الحياة الأخلاقية عند فيثاغورس وأفلاطون هو التشبه بالإله قدر المستطاع. ومن هنا أعلي كل منهما من شأن دراسة الفلسفة, فالفيلسوف وحده هو القادر على بلوغ هذه الغاية.