يُعد التَّفكير أرقى صور النشاط البشري، وهو مهْد الإبداع والابتكار، وأحد العوامل الرئيسية في حياة الأفراد، ويأخذ التَّفكير المُنتِج أهميَّة كبيرة من بين أنواع التَّفكير المختلفة؛ حيث يجمع بين مهارات التَّفكير الإبداعي والتَّفكير الناقد، ولا شكَّ أن إعداد الطلاب إعدادًا قائمًا على أسس فكرية سعيًا نحو تفكير منتج قائمًا على مهارات علميَّة وفلسفيَّة تمكنهم من الوصول إلى المعارف وتكوينها، والقدرة على توظيفها، وصولًا إلى حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجههم تتطلب تغيير رؤية وفلسفة الجامعة، والعمل على إكساب الطلاب مهارات التَّفكير المُنتِج بعيدًا على التبعية والتقليد؛ حيث إنَّ واقع التعليم الجامعي يؤكد ضعفه في تنمية مهارات التَّفكير المُنتِج لدى الطلاب، وتحتل المقررات الفلسفيَّة أهميَّة ليست كغيرها من المواد في الاهتمام بفكر الطلاب وعقولهم، وأن حضور الفلسفة يعني حضور العقل وتحول العلاقات وتغيرها عبر حوار بين عقول تفكر وتبدع وتبتكر، فلا استمرار لمجتمع بلا ابداع وابتكار؛ ومن هنا استهدف البحث وضع تصوُّر مقترح لدور الفلسفة في تنمية التَّفكير المُنتِج لدى الطلاب من وجهة نظر الخبراء، مستعينًا في ذلك بالمنهج الوصفي، وأداة الاستبانة لجمع البيانات، وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج: أكدت آراء الخبراء أن تدريس الفلسفة والاهتمام بمهاراتها يساعد على تنمية التَّفكير المُنتِج بمهارتيه الإبداعيَّة والناقدة، وما يحتوي كلاهما من مهارات فرعية تعمل على تنمية التَّفكير الفلسفي المُنتِج بدرجة موافقة كبيرة، كما أكدت النتائج أنه لا تُوجد فروقٌ ذات دلالةٍ إحصائيَّة بين استجابات أفراد العينة تُعزى لمتغير نوع الخبير، وكذلك لمتغير خبراته التدريسية في تدريس الفلسفة، واقترحت الدراسة تصوراً مقترحاً لتطبيق نتائجها وكيفية الاستفادة منها.