يتناول هذا البحث موقف الولايات المتحدة من الأزمة الأرجنتينية خلال فترة حكم إيزابيل بيرون التي تولت رئاسة الأرجنتين منذ 1 يوليو 1974 وحتى 24 مارس 1976، حيث كانت البلاد تعانى من أزمة سياسية واقتصادية وأمنية أدت في نهاية المطاف إلى انقلاب عسكري ضدها؛ أدى ذلك إلى ارتفاع التضخم إلى 335% وهو أعلى ارتفاع في تاريخ الأرجنتين وأعلى نسبة في العالم خلال هذا التوقيت، علاوة على تصاعد الإرهاب والعنف السياسي في البلاد والذى قام به الجماعات اليسارية واليمينية المتطرفين في عهد إيزابيل بيرون بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، أدى ذلك إلى انهيار البلاد وهدد استقرارها، ولم تنجح سياسة إيزابيل في التغلب على الأزمة، علاوة على فشل كل المحاولات لتقديم إيزابيل استقالتها، مما أدى إلى عمل القوات العسكرية الأرجنتينية ضدها والقيام بانقلاب عسكري للتدخل وعزلها من منصبها، والقبض عليها واحتجازها، ورموز النظام واستصدار إجراءات عسكرية ضدها، يعرض البحث موقف الولايات المتحدة من الأزمة، ورؤية المؤسسات الأمريكية المختلفة من خلال انتهاج سياسة دعم استقرار الأرجنتين والخروج من الأزمة ودعم فكرة الانقلاب العسكري والموافقة على التغيير السياسي في الأرجنتين، للحفاظ على المصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية في الأرجنتين، والدفاع عن حقوق الإنسان في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب وتصاعد عمليات الاختطاف والاغتيالات من اليمين واليسار على حد سواء، وعرض موقف الولايات المتحدة من الأحداث المختلفة منذ وصول إيزابيل للحكم في الأرجنتين وحتى الانقلاب العسكري وموقف الولايات المتحدة من الحكم العسكري.