تشكل الأعلاف المُصنَّعة نسبة كبيرة من مدخلات تربية الثروة الحيوانية والداجنة، وبالتالي فإن جودة العلف وسعره يؤثران بشكل كبير على إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء. وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على واقع صناعة الأعلاف في محافظة الفيوم، ورصد أهم التحديات التي تواجهها. وقد تم تجميع بيانات هذه الدراسة من العديد من الهيئات والإدارات، بالإضافة إلى الدراسة الميدانية لمصانع الأعلاف بالمحافظة، وعدد من مزارع الدواجن، وبعض الأسر التي تقوم بتربية الطيور منزليًّا. واستخدمت الدراسة العديد من الأساليب الإحصائية والكارتوجرافية لمعالجة وتمثيل بياناتها. وقد توصلت الدراسة إلى تركز صناعة الأعلاف في شمال المحافظة، في منطقة كوم أوشيم الصناعية، وبالقرب من شواطئ بحيرة قارون. وشهدت صناعة الأعلاف بالمحافظة تراجعًا كبيرًا في حجم الإنتاج خلال الفترة 2017-2022 لم تشهده منذ عام 2006، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الخامات اللازمة للصناعة. وقد توصلت الدراسة إلى وجود عدد من التحديات التي تواجه صناعة الأعلاف بالمحافظة، أبرزها: التذبذب الشديد في أسعار الخامات، وتغير الظروف السياسية والاقتصادية الدولية، وتذبذب الطلب على الأعلاف المٌصنَّعة موسميًّا، وإلغاء مشروع البتلو وضعف مردود محاولات إعادته، والأمراض التي تصيب مستهلكي الأعلاف، وانصراف المربين عن شراء الأعلاف المُصنَّعة واستبدالها بخلطات يصنعونها بأنفسهم. وقد أوصت الدراسة بضرورة إنشاء مجلس أعلى للثروة الحيوانية والداجنة، والتوسع في زراعة محاصيل الأعلاف بالمحافظة، والعمل على إنتاج أعلاف غير تقليدية بالاعتماد على المخلفات الزراعية بمحافظة الفيوم، وضرورة تشديد المتابعة الرقابية على الأعلاف لضمان جودتها وغناها البروتيني.