شاركت الجامعات في مواجهة قضية تغير المناخ منذ عقود، وحاولت المساهمة في الحد والتخفيف من آثار تلك الأزمة بعدة سبل لعل أبرزها العمل على تطوير التكنولوجيا النظيفة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، معتبرة أزمة المناخ مشكلة بيئية مادية فقط، وقد عمل ذلك على عزلة قضية المناخ وتفاقم المشكلة، الأمر الذى تطلب البحث عن مدخل جديد يأخذ في الاعتبار الآثار الاجتماعية والإنسانية المترتبة على تلك الأزمة، لذا ظهر مفهوم العدالة المناخية، الذى يرى أن تغير المناخ قضية بيئية واجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية وإنسانية، لها تداعيات كبيرة على الإنسانية، وعواقب وخيمة على العدالة الاجتماعية، والعدالة المناخية قضية متعددة ومتداخلة الأبعاد، ويطلق عليها البعض قضية "خبيثة"، ولا يستطيع تخصص بعينه أو جهة بعينها معالجتها بمفردها، فهى تتطلب فلسفة جديدة تتجاوز الحدود الفاصلة بين العلوم المختلفة التى تم ترسيخها عبر عقود طويلة، وهذه الفلسفة هى فلسفة التخصصات البينية التى تحاول ربط التخصصات المختلفة معا، وتعزيز التعاون بين الأكاديميين وغيرهم لانتاج وتبادل المعرفة والخبرة لمواجهة مثل تلك القضايا المعقدة، وينعكس ذلك على تعليم العدالة المناخية، ويفرض متطلبات تناسب كل من نظرية الوجود والمعرفة والقيم البينية، لذا استهدفت الدراسة الحالية وضع تصور مقترح لتعليم العدالة المناخية بالجامعات المصرية فى ضوء فلسفة التخصصات البينية، واعتمدت على المنهج الوصفى، واستخدمت استمارة لاستطلاع أراء الخبراء لتحديد المتطلبات (الانطولوجية- الابستمولوجية- الاكسلولوجية) البينية لتعليم العدالة المناخية بالجامعات، وفى ضوء الدراسة النظرية والميدانية تم وضع التصور المقترح.