تهدف هذه الدراسة الى استكشاف العلاقة الجدلية بين الام والابنة، وتسليط الضوء على الجدل القائم بين الهوية المشتركة بينهما والتفرد الشخصي لكل منهما. ومناقشة الصراعات الداخلية والخارجية التي تواجهها الشخصيات في تحديد هوياتهن الفردية والاجتماعية. وذلك من خلال تحليل النص المسرحي " أمي قالت لا " للكاتبة " شارلوت كيتلي"، كما تهدف الدراسة الي تحليل الآليات الدرامية المستخدمة، لتصوير صراع الهوية بين الأم والابنة في النص المسرحي، والتعرف على أنماط الهوية، ودراسة تأثير السلطة التي تمارسها الأم على ديناميكية العلاقة بابنتها. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي – تحليل المحتوى - في تحليل النص وتحديد خصائص الظاهرة، ووصف طبيعتها، ونوعية العلاقة بين متغيراتها وأسبابها.
وقد توصلت الدراسة الي مجموعة من النتائج أهمها:
اتسمت المسرحية ببنية دائرية غير زمنية تنحرف عن السرد الخطي التقليدي، حيث تنتقل ذهابا وايابا بين فترات زمنية متعددة، لتسليط الضوء على العلاقة المتداخلة بين الأجيال. مما يُبرز ان العلاقة بين الأم والابنة ليست علاقة خطية، بل هي رحلة عاطفية وزمنية متشابكة، تعاد صياغتها مع كل جيل.
يتجلى صراع الهوية لدى البنات في فترة المراهقة ما بين نمطين متباينين: الأول يتمثل في الابنة التي تختار الالتزام بقرارات والدتها، مكتسبة هويتها من خلالها. أما الثاني، فيبرز في الابنة التي ترفض السيطرة الأبوية، متبنيه هوية مستقلة لا تخضع لسلطة الأم أو قيودها.