اتسم المجتمع الحيثي بوضع القوانيين والتشريعات من أجل تحقيق العدالة والاستقرار داخل المجتمع، ومن البديهي أن تطبق العقوبة على مرتكب الجرم فقط سواء أكان فرد أو مجموعة، ولكن الغريب في الأمر أنه كانت تمتد العقوبة إلى عائلته، وهو ما يمكن أن يتم تسميته بالعقوبة الجماعية، واختلفت العناصر المستهدفة للعقوبة الجماعية في المملكة الحيثية وفقًا لمرتكب فعل الجرم، فإذا كان الجاني متمثلًا في الملك فلا يعاقب وحده وإنما يعاقب المجتمع ككل، وكذلك تعاقب المدينة بجرم حاكمها، وتعاقب الأسرة إذا كان الجاني هو الأب، وغالبًا كان العقاب الجماعي للمجتمع والمدينة متمثل في الغضب الألهي، بينما تنوعت العقوبات الجماعية على الأسرة متمثلة في عقوبات إلهية وقضائية، وسيركز البحث فقط على العقوبة الجماعية الواقعة على العائلة بمزيد من التحليل والتفصيل، حيث لم تنص القوانين الحيثية على هذه العقوبة باستثناء مادة واحدة فقط، بينما فرضت هذه العقوبة من قبل الملوك من خلال مراسيم وتعليمات موجهه إلى خدم وموظفي القصر، وكذلك إلى مسئولى المعبد، ولهذا الأمر ستقوم الباحثة بتحليل النصوص المتعلقة بموضوع البحث لتحديد الجرائم التي تطبق عليها العقوبة، وكذلك على كيفية تطبيقها والهدف منها.