يعد التراث الثقافي جزءاً حيوياً من تاريخ وهوية الشعوب، حيث يعكس تنوعها الثقافي ويمثل جسراً يربط بين الأجيال المختلفة. ومع ذلك، فإن هذا التراث يواجه تهديدات عديدة، من التدهور الناتج عن العوامل البيئية إلى التأثيرات البشرية كالحروب والنزاعات، بالإضافة إلى نقص التمويل والموارد التقنية اللازمة للتوثيق الفعّال.
في ظل هذه التحديات، أصبح تبني وسائل حديثة وفعالة للحفاظ على التراث ضرورة ملحة. التوثيق الرقمي هو إحدى هذه الوسائل الحديثة، حيث يتيح استخدام التكنولوجيا الرقمية تقنيات مبتكرة لحفظ وتوثيق العناصر التراثية. من خلال التصوير ثلاثي الأبعاد، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، يمكن توثيق التراث بدقة وإضفاء جاذبية عليه، مما يعزز الوعي بأهميته ويساهم في حمايته للأجيال القادمة.
لذلك تركز الدراسة على التعريف بأهمية التوثيق الرقمى للتراث الثقافى وان استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز يمكن أن يساعد في تعزيز التفاعل مع التراث الثقافي وجعله أكثر فهمًا وإثراءً. على سبيل المثال، يمكن لتطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز أن تقدم تجارب تفاعلية وواقعية تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع العناصر التراثية بطرق جديدة ومثيرة، مما يعزز فهمهم وتجربتهم للتراث، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ومنهج دراسة الحالة، وكان من أهم نتائجها ، إنشاء مراكز توثيق رقمية متخصصة للتراث الثقافي في مختلف المدن المصرية، حيث تقوم هذه المراكز بجمع وتوثيق العناصر التراثية بشكل رقمي وتوفير الوصول إليها للجمهور، استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز في توثيق المواقع التاريخية والتراثية بشكل شامل وتفاعلي.