المستخلص كما هو معلوم أن القرآن الكريم نزل ﴿‌بِلِسَانٍ ‌عَرَبِيٍّ ‌مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195] تحدى الله عز وجل به أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا ‌بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [البقرة: 23]  وإن من أهم مفاتيح فهم القرآن وبيان مقاصده علم البلاغة وما حوته من علوم المعاني وغيرها  وبالأخص التراكيب البلاغية للخبر والإنشاء فقد يرد التركيب الخبري في لفظه ومنطوقه ويتضح أنه إنشائي في مفهومه ودلالته البلاغية التي تفهم من التأمل في سياق الكلام وتتبع معانيه. والعكس وهو أسلوب بليغ نلحظه في التراكيب البلاغية للخبر والإنشاء ومقتضاهما ومن خلال هذا البحث يتضح أن للقرآن الكريم لاسيما سورة البقرة معاني ودلالات في تراكبيها البلاغية تفهم من خلال تتبع المعاني وتأمل السياق مما يدلل على إعجاز القرآن وصلاحية معالجة كافة المحدثات والمستجدات في إقناع المخاطب والمتلقي وكذلك جمالية اللفظ والمعنى من ناحية بلاغة تراكيبه. ففد جاء البحث معرفاً لمصطلحاته ومفهوم المعاني وبيان الخبر والإنشاء وأنواعهما ومفهوم التراكيب البلاغة من خلال التطبيق على سورة البقرة وختم بأهم النتائج والتوصيات من ضمنها أن تتبع التصوير القرآني للتراكيب البلاغية ، يفتح أمامك منافذ الإدراك المتنوعة من الفكر المجرد، ومن الصور المحسة في الواقع، والمشاهد الحية المنظورة، كما في قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17] وإن ورود التراكيب البلاغية على هذا النمط من الجملة الخبرية التي مفهومها إنشائي والتراكيب الإنشائية والتي مفهومها خبري دلالات ومعاني بديعة وفوائد لا تقع تحت الحصر. كما أوردت جملة من التوصيات جاء من أهمها أوصي علماء اللغة والمهتمين بمجال البلاغة والمؤسسات العلمية والأكاديمية بالاجتهاد في وضع برامج ومؤتمرات علمية لإنشاء موسوعة بلاغية تأسس لنظرية بلاغة التراكيب للكشف عن جمال واسرار دلالة التراكيب البلاغية,