تتوقف معظم دراسات التنمية المستدامة في مجال العلوم السياسية عند أهدافها أو غاياتها، دون الاهتمام بمؤشرات التنمية المستدامة باعتبارها عملية فنية بحتة؛ ولكن حاولت الورقة الاقتراب من عملية صياغة مؤشرات التنمية المستدامة، من خلال تحليل تأثير المؤسسات الدولية عليها. وتعتبر عملية الصياغة سياسية الطبيعة إلى حد كبير، نظرًا لطبيعة المؤسسات المتداخلة في هذه العملية، وكذلك لطبيعة التأثير الذي تحدثه تلك المؤسسات. فقد توصلت الورقة إلى أن هناك نوعين من المؤشرات، الأولى أممية خاصة بالأمم المتحدة وأجندتها، والثانية وطنية خاصة بكل فاعل دولي يصيغه بنفسه في إطار أجندته الخاصة، وفي النوعين تتداخل تأثيرات المؤسسات الدولية. و تناولت الورقة تأثير منظمة الأمم المتحدة على صياغة المؤشرات بوصفها نقطة الانطلاق، ودرست بالتفصيل تأثير أهم فاعل داخل المنظمة في صياغة وتطوير المؤشرات، وهو فريق الخبراء المشترك بين الوكالات، هذا الفريق المسئول عن صياغة وتطوير وتعديل المؤشرات بعد تلقي المقترحات وسماع النقاشات بين جميع الأعضاء الأساسيين والمراقبين من الدول والمنظمات الدولية. و تناولت أيضًًا تأثير مؤسسات التمويل الدولية خصوصًا صندوق النقد الدولي
ولاحظت الدراسة أن تأثيره الأممي محدود ولكنه يظهر بشكل أكثر نشاطًا في المؤشرات الوطنية
للدول، أما المؤسسات الاقتصادية ممثلة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فكان تأثيرها مزدوج
على المؤشرات الأممية لتتفق مع طبيعة الدول أعضاء المنظمة، وكذلك تؤثر على المؤشرات
الوطنية للدول النامية خصوصًا بما يلائم مصالح أعضاء المنظمة.