يعد موضوع "دور الأمم المتحدة في بناء السلام في جنوب السودان" موضوعًا هامًّا، تستدعي دراسته فهم الدور الجديد الذي لعبته الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة، وهو بناء السلم في الدول المنهارة بعد حالة الصراع. تم استخدام اقتراب الدور، وتم تقسيم البحث إلى ثلاثه أجزاء جزء يتناول أولويات مهمة بعثة الأمم المتحدة في الفترة من 2011 إلى 2021 في جنوب السودان والجزء الثاني دور الأمم المتحدة في دعم القطاعات المختلفة في جنوب السودان ، والجزء الثالث تقييم الدور الذي قامت به الأمم المتحدة في جنوب السودان بالنظر إلى الوضع العام الذي وصل إليه جنوب السودان في نهاية 2021.
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبرزها أن الأوضاع الاقتصادية ما زالت متدهورة، ففي الفترة من 2020 إلى 2021 وصل عجز الميزانية إلى 50%، بالنسبة للقطاع الأمني فإن الأوضاع الأمنية ما زالت تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، خاصة مع الانشقاقات داخل قوات المعارضة، والتي أسفرت عن توترات كبيرة، لا سيما في منطقة وسط الاستوائية. لم يتحقق تقدم يذكر في تشكيل القوات الموحدة اللازمة وتدريبها وإعادة نشرها وفقًا لما نص عليه الفصل الثاني من اتفاقية السلام 2018.
أما بالنسبة للأوضاع السياسية وبناء مؤسسات الحكم، فما زال هناك بطء شديد في تنفيذ بنود اتفاقيات السلام، وبالنسبة للوضع الإنساني، ورغم الجهود المبذولة، إلا أن عدد السكان الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في جنوب السودان في العام 2021 لم يسبق له مثيل، في حين أن 8.5 مليون شخص لديهم احتياجات إنسانية. بالتالي، فإنه رغم جهود البعثة لدعم السلام والاستقرار، فإن التحديات السياسية والاقتصادية تجعل من السلام الدائم هدفاً صعب التحقيق في جنوب السودان.