المستخلص
تتمتع العلاقات التركية الروسية بخصوصية شديدة، إذ تعتبر واحدة من أهم المعادلات المؤثرة على الساحتين الدولية والإقليمية، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية لكلا البلدين، فقد شهدت منطقة آسيا الوسطي ومنطقة البحر الأسود اضطرابات عدة تاريخيا على إثر الصدامات العسكرية بينهما منذ القرن السادس عشر. وفي المقابل، شهدت تلك المناطق استقرارا بعد التفاهمات اللاحقة بين أنقرة وموسكو منذ سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991، والأمر نفسه بالنسبة لملفات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية، كما تم تحييد العديد من الأطراف الدولية بشكل جعل من تركيا وروسيا الفاعلين الرئيسين أمام أي تسوية لاحقة. ومن هنا تبرز أهمية تسليط الضوء على موقف تركيا من الرؤية الروسية لبنية النظام الدولي، إذ هدفت الدراسة إلى تحليل الموقف التركي من وضعية روسيا كقوة عظمى، والطريقة التي تتعاطى بها مع الخلافات بين روسيا وحلف الناتو، وصولا إلى توضيح أبرز القضايا الخلافية في السياسة الخارجية لكلا البلدين، كما استعانت الدراسة بمنهجي تحليل النظم والمصلحة الوطنية لتحقيق أهدافها.