لا شك أن للشعر أهمية كبيرة  على اختلاف الزمان والمكان، فهو صوت القلب، ولسان العاطفة، وسيف الشاعر، يدافع به تارة ويتودد ويتغزل تارة أخرى، وأحيانًا يفتخر به، ويمدح ويرثي أحيانًا أخرى، وإذا تعمقنا في الشعر نجده قد تربى منذ نشأته في أحضان البادية فاستلهم منها ألفاظه، ومعانيه.
       والشعر العربي نشأ نشأة بدوية حيث تعد البداوة منهلاً ينهل منه الشعراء، وينمي خبراتهم الفنية ويتفننون بها في أغراضهم الشعرية، فلا يكون الشاعر شاعراً إلا إذا حرص على أن تكون له معالم وخفايا لفنه ، ولا يكتسب هذه المعالم إلا برجوعه إلى بيئته البدوية الأصيلة.