أصبحت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات من المؤشرات الدالة علي قوة وتطور البلدان المختلفة وخاصة بعد أن دخل العالم عصر المعلوماتية بصورة مكثفه، وازدياد تدفق المعلومات علي جميع الأصعدة، نتيجة لظهور الانترنت والعديد من التطبيقات التي تحيط بنا الآن ممثلة فيما يسمي بالإعلام الرقمي ووسائله والتي معها تحول العالم إلي قرية كونية صغيرة، ولم يعد هناك قادة إعلاميين أو نخبة متحكمة في مضمون ما يقدم للجمهور علي عكس ما كان موجود في الإعلام التقليدي ووسائله، بل باتت وسائل الإعلام الرقمية متاحة لجميع شرائح المجتمع باختلاف فئاته، ولهم كذلك الأحقية في استخدامها والاستفادة منها طالما يجيدوا استخدام أدواته ووسائله والتي تعددت وأصبحت تشمل مواقع التواصل .
ولا يخفي التأثيرات النفسية سواء كانت إيجابية أو سلبية التي تتركها وسائل الإعلام الرقمية السابقة الذكر علي الفئات المختلفة من الجماهير وبصفة خاصة فئة الأطفال ، لما يتخلل هذه المرحلة من تغييرات جسدية ونفسية واجتماعية، مما يجعل الطفل عرضة لأي تأثيرات نفسية نتيجة ما يستخدم من وسائل إعلامية جديدة، وبالتالي تؤثر تلك الوسائل بصورة مباشرة علي حياته بما تحمله معها من أفكار واتجاهات ليس في مقدور الطفل التعامل معها والحكم علي النافع منها والضار نظرا لطبيعة المرحلة التي تتسم بالتغيير المستمر.
وتنطوي ممارسات الوسائط الرقمية للأطفال على إمكانية تفاقم تجاربهم من العنف والإساءة. وفي الوقت نفسه، وفي ظل الظروف المناسبة، يمكن للوسائط الرقمية أن توفر منصة لمواجهة مثل هذه التجارب ، وعليه فإنه من الضروري أن تحدد المملكة إستراتيجيات ترمي إلى تسخير الإمكانات الإيجابية للوسائط الرقمية من أجل تعزيز أنظمة وإستراتيجيات حماية الطفل.