شهدت المجتمعات المعاصرة في العقدين الماضيين تطورات متسارعة في شتي مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والمعلوماتية، وقد أفرزت تلك التطورات العديد من المفاهيم الجديدة منها: الثورة التكنولوجية والثورة المعرفية، وغيرها من المفاهيم ذات الدلالات والأبعاد التي تعبر عن التقدم العلمي والتكنولوجي. ويعتبر أمثلاك تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها في الأنشطة التنموية للحياة اليومية للإنسان من التوجهات الاستراتيجية التي تهدف إليها جميع البلدان، ويرجع ذلك الي التقدم المستمر والتنوع في أدوات ووسائل وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقدرتها الفائقة على التطور في العديد من المجالات المختلفة في الحياة. ويعتبر الشباب هي الفئة المستهدفة في عملية التنمية في كل المجتمعات على السواء، وذلك لما لها من أهمية كبيره في التفاعل مع مستجدات العصر المختلفة مثل التحول الرقمي وظهور الإعلام الجديد الذي عزز من قدراتهم وفاعلياتهم داخل الحقل المجتمعي. فالشباب هم المعنيين بتكملة المسيرة في النهوض والتنمية في المجتمع، وهم من يعول عليهم استمرار الحياة وتحمل أعبائها والنهوض الي مستقبل مشرق. وقد ركزت الدراسة الراهنة في تسليط الضوء علي سببان هما دور التكنولوجيا والاتصالات في تنمية الفكر الإبداعي لدي الشباب والعمل على إثقالهم بمهارات واساليب وتقنيات حديثة تساعدهم في الوصول الي تنمية الفكر الإبداعي لديهم، وأثر هذه التقنيات الحديثة في التطوير والابتكار وفتح آفاق جديدة للمستقبل.