يعد البحث العلمي أحد الركائز الأساسية في عمل الجامعات لتحقيق أهدافها؛ حيث تستند عليه العملية التعليمية في مجالات التدريس والتفكير الإبداعي والتواصل العلمي بين الباحثين، كما يُعد أحد المؤشرات الأساسية الدالة على رقي وتطور الجامعات عند التنافس فيما بينها بما يقوم به أعضاء هيئة التدريس ومراكزها البحثية من نتاج علمي؛ ولأجل ذلك اعتمدت الجامعات مختلف الإستراتيجيات في تشجيع أعضاء هيئة التدريس بهاعلى التأليف والنشر العلمي بكل أشكاله وفي مختلف تخصصاته، خاصة وأن من مؤشرات الاستدلال على جودة الجامعة في التصنيفات العالمية تجميع وتحليل الإنتاج العلمي الخاص بها والمنشور عالميا. فالنشر العلمي Publishing هو من المتطلبات المترتبة على جودة التحكيم العلمي لما يقدم من أبحاث علمية، بما يساعد في زيادة حركة التأليف والبحث العلمي في الجامعات، وحيث تتضافر جهود الأساتذة الجامعيين في نشر بحوثهم العلمية وإنتاجهم الفكرى في أوعية مختلفة للنشر محلية ودولية؛ لتحقيق الغايات التي يصبون لها في الحصول على الترقية أو غيرها من الأغراض الخاصة بهم. وهو عملية تعكس مستوى التطور الثقافي في المجتمع، وتعد أحد المؤشرات المهمة للحكم على الوعي الحضاري لهذا المجتمع؛ إذ كلما زاد إنتاج أوعية المعلومات في بلد ما، دل ذلك على زيادة الوعي الثقافي له؛ بالإضافة إلى أنه يلقي بظلاله على مختلف الجوانب داخل المجتمع، من خلال إسهامه في تعميم المعرفة وإيصالها إلي أي مكان في العالم. ولذا ينظر إليه على أنه من الأهداف المهمة في حركة التأليف والبحث العلمي في الجامعات، والدور الذي يلعبه في إيصال الجهد البشري الرصين إلى من يعنيه الأمر، لذا تتضافر جهود الأساتذة في نشر بحوثهم العلمية لتحقيق الغايات التي يصبون لها في الحصول على الترقية أو غيرها.