تُمثِّل منطقتا خيبر وفدك (المعروفتان أيضًا بالحائط والحويط) جزءًا مهمًّا من التاريخ الإسلامي والجغرافيا السياسية في شبه الجزيرة العربية. تقع خيبر شمال المدينة المنورة، وتشتهر بخصوبة أراضيها وقلاعها الحصينة، بينما تقع فدك إلى الشمال الشرقي من خيبر، وتتميز بوفرة مياهها ونخيلها. ارتبطت هاتان المنطقتان بأحداث تاريخية بارزة، أبرزها غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة، حيث قاد النبي ﷺ المسلمين لفتحها بعد أن تحالفت قبائل اليهود هناك ضد الدولة الإسلامية. أما فدك، فقد آلت إلى النبي ﷺ صلحًا دون قتال، ثم جعلها صدقة لأهل بيته وفقًا للروايات الإسلامية. بعد وفاة النبي ﷺ، اختلفت الروايات حول ملكية فدك بين الخلفاء الراشدين وأهل البيت، مما جعلها رمزًا للصراع السياسي والمذهبي لاحقًا. في العصر الأموي والعباسي، شهدت خيبر وفدك تطورات إدارية واقتصادية، حيث استُغلت أراضيهما الزراعية لخدمة الدولة. اليوم، تُعدّ هاتان المنطقتان جزءًا من المملكة العربية السعودية، وتحتفظان بآثار تاريخية تشهد على أحداث الماضي. يُبرز هذا البحث الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لخيبر وفدك، ودورهما في التاريخ الإسلامي، كما يتناول الجدل التاريخي حول ملكية فدك وتأثير ذلك على العلاقات السياسية في العصور الإسلامية الأولى.