هذا البحث بعنوان: (تجليات الألوان في شعر الطبيعة عند سميح القاسم)، وهو يتوجه هذا صوب دراسة تجليات اللون في شعر الطبيعة عند الشاعر الفلسطيني المقاوم سميح القاسم، انطلاقًا من ملاحظة أن حضور الألوان ودلالاتها لا يكون في الغالب لمجرد الوصف الظاهري للأشياء كما تبدو من الخارج، وإنما توظيف إيحاءات الألوان وأبعادها الرمزية؛ لإكساب النصوص بُعدًا أكثر عمقًا يعبر عن الحالة النفسية والانفعالية للتجربة الشعرية.
وقد هدف البحث إلى دراسة ظاهرة بروز الألوان في شعر الطبيعة، والسياقات التي ترد فيها، ودلالات كل لون من هذه الألوان، وعلاقة هذه الألوان بالحالة النفسية والوجدانية المسيطرة على الجو العام للقصيد.
وقد بين البحث أن الألوان لها حضور يضفي على الصورة الشعرية قيمة كبيرة، فتساعد في تشكيل صورة الطبيعة، ورسمها، وتلوينها بألوان نابعة من الحالة الانفعالية والوجدانية للشاعر، فتتلون الطبيعة بألوان مبهجة وفرحة في حالة الرضا والسعادة والراحة والاطمئنان التي تنتاب الشاعر، وفي حالة الحزن والشقاء فإننا نجد الطبيعة تتلون بألوان قاتمة وشاحبة.