العلم عماد نهضة الأمم، وأساس تطور الحضارات الإنسانية وتقدمها، وهو السبيل إلى كل رقي وازدهار في جميع المجالات، ويهدف البحث إلى الكشف عن أثر الوقف في النهضة العلمية والثقافية للدولة الإسلامية، وخاصة في بلاد الأندلس التي كانت أُنموذجًا يُحتذى به في النهضة العلمية، وذلك بما سطرته على جبين الحضارة الإسلامية كمًّا وكيفًا، وبما ظهر فيها  من علماء ومؤلفات في شتى مجالات المعرفة، وقد شهد بذلك علماء الغرب والشرق على حدٍّ سواء، كما كان للأوقاف دورٌ كبيرٌ في تنمية المجتمع الأندلسي في شتى المجالات الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية والثقافية، وسيركز البحث على الأوقاف العلمية والثقافية، هذا وقد كان للوقف دورٌ كبيرٌ في نشر التعليم والثقافة في الأندلس؛ وذلك بتشييد صـروح العلم والثقافة، وتأمين الظـروف المناسبة للفقهاء والعلمـاء والأدباء؛ ليتفرغوا لطلب العلم، وليعتكفوا في محراب التأليف والنشر والتحقيق العلمي والفقهي والأدبي والترجمة والرحلة في طلب العلم، وقام الوقف بذلك الدور من خلال بناء المؤسسات التعليمية والثقافية مثل المساجد، والكتاتيب، والمدارس، والمكتبات العامة، والأربطة، والزوايا، والإنفاق على القائمين عليها من معلمين وطلاب وعاملين، إضافة إلى توفير الأدوات الكتابية اللازمة للعملية التعليمية والنشر العلمي، وكذلك الكتب الدراسية ومراكز الترجمة.