تناول هذا البحث الإرساليات التنصيرية وعلاقتها بالتعليم في شمال السودان (1899-1914م) فقد كانت فترة الحكم المصري للسودان مقدمة لدخول عدد من الجاليات الأوروبية والتركية والمصرية إلى بلاد السودان، وقد اعتبر المنصرون أن استيلاء (محمد على باشا) على السودان يعد علامة بارزة في تاريخ المسيحية في السودان، أما في عهد الحكم الثنائي ( البريطاني المصري) في السودان، فإن الحكومة في بداية عهدها لم تسمح بعمل الإرساليات التنصيرية في البلاد خوفاً من إثارة المشاعر الدينية لدي المواطنين في الشمال و إعادة التجربة المهدية
إلا أنها لم تلبث أن رضخت لضغوط المنظمات العالمية التنصيرية فسمحت للإرساليات التنصيرية عملها في البلاد وخاصة في مدينة الخرطوم لأنها مقر للحكومة المركزية والذي وجد فيه القساوسة والمنصرون بيئة ملائمة للعمل التنصري، كما تولت تلك الإرساليات التنصيرية تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية لمواطني الشمال ، وعن طريق التعليم وبناء الكنائس أنشأوا الإرساليات والبعثات المختلفة في الشمال سواء كانت بعثات نمساوية ، وإيطالية، وأمريكية وبريطانية، كما سنري بين ثنايا البحث .