شكلت كوش خطرًا كبيرًا على مصر قبيل إندلاع حرب التحرير ضد الهكسوس، حيث تعاونت مع الهكسوس ضد مصر، فضلًا عن احتلالها جزءًا من جنوبها، وقد علم حكام طيبة بهذا التعاون وما فعله حكام كوش بحدود مصر الجنوبية، لذا اعتنى حكام طيبة بالسيطرة على الجنوب نهائيًا، ولكن بعد طرد المحتل من البلاد، وعندما نجح المصريون في طرد الهكسوس نهائيًا، وتتبع فلولهم حتى أخر حصن لهم في شاروحين في فلسطين، عادوا لتحقيق هدفهم الثاني  الذي تمثل في السيطرة الكاملة على بلاد كوش، وتحقق لهم ما يريدون، واتبع ملوك مصر أسلوبًا جديدًا في إدارة الجنوب عندما شجعوا المصريين على الإقامة هناك، وأمدوهم بالماشية، وأنشئوا لهم الحصون، وعينوا على بلاد كوش مصريًا حمل لقب "ابن الملك حاكم كوش"؛ وذلك ضمانًا للسيطرة الكاملة على بلاد كوش، ويبدو أن المصريين عاملوا الكوشيين معاملة قاسية مما خلق العداء بين الطرفين، ففي أثناء المعارك الحربية تم التنكيل بزعمائهم وأسرهم وإحضارهم إلى طيبة، فضلا عن قتل الموالين لهم، ونتيجة للتنكيل الذي قام به المصريون في الجنوب، تآمر أهل كوش وتحالفوا مع غيرهم للقيام بثورة عارمة للقضاء على النفوذ المصري في الجنوب، وطرد المصريين من عقر ديارهم مهما كلفهم ذلك من جهد وتعب،  قام أهل كوش بثورتهم العارمة ضد النفوذ المصري، فسرقوا المصريين، وحاولوا السيطرة على الحصون التي شيدها الملك تحتمس الأول للمصريين في الجنوب، ورصدت المخابرات المصرية هذه الثورة، فانطلق أحد رجالها في سرية تامة للعاصمة السياسية طيبة، وعرض تقريره للملك تحتمس الثاني، واستجاب الملك لصاحب التقرير، وأرسل جيشًا لبلاد النوبة، ونجح الجيش المصري في القضاء على أول ثورة قام بها أهل الجنوب ضد النفوذ المصري في بلادهم.