استخدمَ القرآنُ الكريمُ الحجاجَ بأساليبِه وطرقِه المختلفةِ خاصةً في القضايا التي تحتاجُ إلى إقناعِ الخصوم، وإقامةِ الحجةِ والدليلِ عليهم، وقد كانت الأساليبُ النحويةُ من أساليبِ الحجاجِ التي استخدمها القرآنُ الكريمُ، فقد ورد في القرآنِ الكريمِ أساليبٌ نحويَّةٌ تحملُ في مضمونِها طاقةً حجاجيةً، وقد تنوعت أساليبُ الحجاج النحوية في سورة الواقعة، وكان منها أسلوب الشرط، وأسلوب الحذف، وأسلوب التوكيد، وأسلوب النفي إلى غير ذلك من الأساليب النحوية الحجاجية التي حوتها السورة الكريمة، وقد كان تنوع هذه الأساليب تبعًا لحالِ المخاطبين وللسياقِ؛ فنجدُ أنَّ أسلوبَ التوكيدِ قد جاء في المواضع التي كان فيها إنكار واستبعاد، بينما جاء أسلوبُ الشرط في المواضع التي تحتاجُ إلى إعمال الذهن، وإقامةِ الحُجةِ على الخَصمِ، وهذا يؤكد لنا أنَّ القرآن الكريم قد استخدم مع كل قضية الأسلوب الحجاجي النحوي الذي يناسبها، وقد اتبعتُ في هذا البحث المنهجَ الوصفيَّ التحليليَّ، وكانت دراستي للأساليب الحجاجيةِ النحويةِ في سورةِ الواقعة على النحو التالي: أولا: دراسة الأسلوب الحجاجي النحوي الوارد في الآيات القرآنية دراسة نحوية، ثانيا: استخراج العلةِ أو الوظيفةِ الحجاجيةِ من وراء التعبير بهذا الأسلوب النحوي دون غيرِه، ثالثا: حاولتُ - قدر الإمكان- توضيحَ الرابطِ الحجاجي الذي يتكاتفُ مع كلِّ أسلوبٍ نحوي حجاجي في تحقيقِ الغرضِ المرادِ إيصالُه من الآيات، ثم قمتُ بتوضيح العلاقاتِ بين الروابطِ والأساليبِ الحجاجيةِ.