يعد المجتمع المصري من المجتمعات العربية والإسلامية التي تنتشر فيها الطرق الصوفية بشكل كبير، وقد أدى هذا إلى وجود العديد منها، إذ بلغ مريديها- وفقاً لآخر بيان لمجلس الطرق الصوفية- أكثر من عشرين مليون مواطن ينتسب إليها، وقد أسفر ذلك عن وجود كيانات لهذا العدد الذي يقترب من 25% من سكان مصر، والجدير بالذكر أن صعيد مصر يحظى بتمركز معظم تلك الكيانات ومنها بطبيعة الحال الساحات الدينية، وهذا كان السبب الرئيس وراء إجراء هذه الدراسة التي تهدف إلى التعرف على "دور الساحات الدينية في حياة المواطن الأقصري"، وقد تم اختيار مدينة الأقصر لكونها تضم أشهر الساحات الدينية في صعيد مصر، حيث أجريت الدراسة من خلال المنهج الأنثروبولوجي الميداني الذي يعتمد على معايشة أفراد مجتمع الدراسة وملاحظتهم، وهذا ما فعلته الدراسة الراهنة، وبالتالي توصلت إلى مجموعة من النتائج منها: أن الساحات الدينية في الأقصر لها تاريخ كبير ومهم في بناء المجتمع الأقصري والمحافظة عليه.