ارتبط فن الاعتذار في الشعر الجاهلي بنفسية الشاعر وطبيعة حياته ارتباطا عميقا؛ فظهرت فيه ملامح الصحراء من حيث القسوة، وحمل معاني اللين وصورها. واعتذاريتا كعب بن زهير وعبد الله بن الزبعرى قصيدتان لهما أهمية عظيمة؛ فهما وليدتا ظروف خاصة، وقيلتا تحت ضغط نفسي شديد، وهما لشاعرين فحلين مخضرمين عاشا في العصر الجاهلي، وفي عصر صدر الإسلام في بداية الدعوة، ورأى الباحث أن في دراستهما فائدة فنية وتاريخية وأدبية عظيمة، فدرسهما ووازن بينهما باستخدام أدوات المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الاستقرائي للإجابة عن الأسئلة الآتية: ما مدى أثر الإسلام في القصيدتين، وما مدى تأثير الطبيعة في الشاعرين، وما أوجه الشبه والاختلاف بين الشاعرين في أساليب الاعتذار فنيا ولغويا، وما أوجه الاختلاف بين القصيدتين في التصوير وطرق الإقناع؟ ليتبين للباحث من نتائج الدراسة أن بين القصيدتين اختلافات واضحة في الشكل والمضمون؛ وفي البناء والأسلوب والتصوير واللغة والمعاني، وفي اختيار الشاعرين لأساليب الاعتذار وطرقه، وفي مدى تأثرهما بالإسلام.