لقد كان للحرب العالمية الثانية أثرًا كبيرًا على العلاقات بين الولايات المتحدة وليبيريا فقد كانت الحرب بمثابة إعادة الاكتشاف الأمريكي لليبيريا والتي تأسست في الماضي بأيد أمريكية، فالموقع الاستراتيجي لليبيريا في غرب أفريقيا جعلها مؤهلة لتلعب دورًا بارزًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية دفاعًا عن نصف الكرة الغربي، كما أن ثرواتها الزراعية والمعدنية جعلتها مؤهلة لتكون مصدرًا رئيسًا للمواد الخام التي تحتاجها الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة المطاط اللازم للصناعات العسكرية والمدنية على السواء، واستفادة من هذه الإمكانات الليبيرية دخلت الولايات المتحدة في سلسلة من المفاوضات مع الحكومة الليبيرية لاستغلال هذه المميزات الليبيرية، وهى المفاوضات التي اتبعت فيها ليبيريا أسلوب المساومة للحصول على أكبر قدر من الفوائد من الولايات المتحدة، وبالفعل نجحت في ذلك فوقعت الدولتان سلسلة من الاتفاقيات نصت على إنشاء مطارات في ليبيريا واتفاقية دفاعية وميناء وحق الولايات المتحدة في استخدام هذه المطارات في الأغراض العسكرية في مقابل ذلك تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن ليبيريا في حالة تعرضها للهجوم ومنحها أموال بموجب اتفاقية الإعارة والتأجير، ونتيجة للعلاقات بين البلدين مدة الحرب خرجت الدولتان بفوائد عديدة فالولايات المتحدة قد ساعدها موقع ليبيريا في نجاح استراتيجية الحلفاء في شمال أفريقيا ، وتدفق عليها المطاط الليبيري بكثافة مدة الحرب، وهو ما دفعها للعمل للحفاظ على نفوذها في ليبيريا فترة ما بعد الحرب، أما ليبيريا فقد تدفقت عليها الأموال الأمريكية والتي أدت لانتعاش الاقتصاد الليبيري وحصلت على مطارات وميناء وطرق حديثة ساعدتها على التحديث والتنمية.
الكلمات المفتاحية: الولايات المتحدة الأمريكية – ليبيريا –الحرب العالمية الثانية –غرب أفريقيا.