أصبح اعتماد التقنيات الحديثة، مثل الكتب الإلكترونية، ضرورة في المؤسسات الأكاديمية، ويهدف هذا البحث تقييم الكتاب الرقمي كبديل للكتاب الورقي في كليات التربية الرياضية، التي تجمع بين الجوانب النظرية والعملية، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية هذه الوسيلة الرقمية في تحسين جودة التعليم، ويسعى البحث إلى قياس مدى استيعاب الطلاب للمحتوى الرقمي مقارنة بالورقي، وتحليل رضاهم عن تجربة الكتاب الإلكتروني، إلى جانب رصد العوائق التقنية والسلوكية التي تواجه تطبيقه. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث تم جمع البيانات من 3,465 طالبًا و159 عضو هيئة تدريس من ست جامعات مصرية عبر استبيانات إلكترونية، ثم تم تحليلها إحصائيًا حيث أظهرت النتائج أن العديد من الطلاب يواجهون صعوبة في التركيز عند القراءة من الشاشات، ويفضلون طباعة المحتوى، بينما يواجه أعضاء هيئة التدريس تحديات في دمج الكتاب الإلكتروني ضمن استراتيجيات التدريس التقليدية، وعلى الرغم من المزايا التفاعلية للكتاب الرقمي، إلا أن التحديات التقنية وضعف التفاعل الحسي يشكلان عائقًا أمام اعتماده بشكل كامل؛ بناءً على ذلك، أوصى البحث بضرورة تطوير الكتب الإلكترونية لتصبح أكثر تفاعلية، وتوفير تدريب لأعضاء هيئة التدريس على استراتيجيات التدريس الرقمي، إضافة إلى تحسين البنية التحتية التكنولوجية لضمان سهولة الوصول إلى المحتوى الرقمي، كما أكد البحث على أهمية التوازن بين الوسائل الرقمية والتقليدية وعدم تجاهل الكتاب الورقي، حيث أظهرت النتائج أنه لا يزال يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الفهم العميق والتركيز.؛ لذلك، يوصي البحث بمراجعة قرارات رقمنة الكتب بشكل مدروس، بحيث يتم مراعاة الاحتياجات الفعلية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، مع ضرورة تبني استراتيجيات تعليمية مرنة تدمج بين الكتاب الرقمي والورقي لضمان تحقيق أفضل تجربة تعليمية ممكنة في ظل التحول الرقمي المتسارع.